خلال الحديث عن تاريخ الإعلاميين في تونس لا يمكن ان نجد الكثير من الاستثناءات لتبرئتهم من العمل والولاء والتفاني في خدمة نظام الرئيس المخلوع ، فما عدى بعض المنابر المهمشة والمدونات المحجوبة ، انخرط المشهد الإعلامي بجوارحه في خدمة بن علي وحواشيه ، لهذا لا يمكن وليس من اهداف الثورة القيام بعملية تطهير شاملة للقطاع ، ولا يسعى الذين تسببت لهم الآلة الإعلامية في مأساة طويلة الى الانتقام الشامل ، إنما وبالمقابل على الإعلاميين الذين شكلوا لسنوات مؤنة المساحيق التي زينت جرائم بن علي ان يستغلوا فسحة العفو التي وهبها لهم الشعب وينخرطوا في بناء المشهد الاعلامي بالشكل الذي يليق بتونس الثورة ، فعندما نشاهد اعلامي مثل السيد نوفل الورتاني ورغم ما قدمه في عهد بن علي من ولاء يصر اليوم على اهانة الشخصيات الوطنية ويسفه قوى الشعب التي افرزت نتائج 23 اكتوبر ثم يبالغ في الإسفاف والقيام بحركات نابية تهتك الحياء والذوق العام ، عندما نشاهد ذلك نقتنع أكثر بان هذا وأمثاله لن ينتهوا الا اذا فتحت ملفاتهم بشكل واسع ومفصل ودقيق ، ساعتها ربما يكون وقت الصفح قد انتهى .