مشاعر ووجدانيّات ولوعات وأماني وأحلام فضحها القلم …. والحمد للّه تحقّق منها الكثير. معايدة الوطن:شعر “العربي القاسمي” عندما كان في المنفى ************** تطلّعت من منفاي أرقب موطني و أحنّ للدّور الّتي تهواني و تسارعت أنفاسي تفضح لهفتي و تزاحمت في خاطري أشجاني لقد احترقت إلى النّخاع بحبّكَ و قد استُبيت بسحرك الفتّان و تأجّجت روحي هياما بعشقك و تجاوز العشق الجُسيْمَ الفاني و تغلّب الأمس على اليوم الّذي فيه أرى الأشياء رأيَ عِيانِ و تعوّدت نفسي التّسلّل ها هناك و العَوْد رغم حواجز السّلطان يا موطني الغالي و يا عشق الأبد يا سمعي، يا بصري و يا وجداني خرّت جوارحي سُجّدا لجلالك حتّى ظننتُني في السّجود فاني و ظللت ألهج باسم أبهى ربوعك بجْريصة، بالكاف و بالدّهماني(1) و أتيه في قمم الجبال و في الرًّبى و أطوق للنّبع الّذي روّاني و تعودني ذكرى الصبا و طفولتي أجترّها، أسعدْ بها لثواني وأذوق في حلمي لذيذ ثمارك ذا الهندي، ذا التّين و ذا الرّمان و أفيق من حُلُم الجميل مجدِّدا عزمي الجهاد لرفعة الأوطان و أًُطلّ من فوق السّحاب شامخا رغم العبيد و صولة الطّغيان أرنو إلى يوم أراك محرّرا فيك تُكرّم قيمة الإنسان قد قذّس الله الأماكن أربعا مكّة الشّريفة و مرقد العدنان و القدس ثالثة و أنت موطني و لكلّ رابعة ٌ من الأوطان سأعود حتما يا بلادي شامخا »يغلي دم الأحرار في شرياني (2)« لأبث من هديي رحيقا شافيا يبني العلا في عزّة و أمان ِ و أصبّ من غضبي لهيبا حارقا و أخلّص الأرض من الطّغيان ِ أو قد أعود يا بلادي هامدا حُنِّطت في نعشي و في أكفاني و يزفُّني أهلي و أمّي باكية و يغيب في ذاك الثّرى جثماني فأغيض في ذاك السّبات ظالمي و أُرغِّم الباغي العُتُل الجاني و أُقضّ في نومي الأزلِّي قاتلي و أُشعّ من قبري هدى الرّحمان يكفيني من قدري بأنّي ميِّتا رغم الطّغاة رجعت للأوطان و يظلّ يصدر من رفاتي دائما قبس من النّور و من نيرانِ النّار للظّلم تدكّ حصونه و النّور للزّيتون)ة( و الإخوان ضًمّ الفؤاد إليك أرحم غربتي أطفئ بطول عناقك نيراني أكبح جما حك يا عُريْبُ تجلّدي و انشد جميل الصّبر و السّلوان أسلم إلى الله الأمور يديرها يُصلحْ شؤون الدّين و الأوطان و يداول الأيّام يورث أرضه أتقى العباد و أكرم الإنسان 1 الجريصة: موطني من ولاية الكاف الدّهماني: مدينة مجاورة للجريصة ………………………………………………………… العربي القاسمي