عادة ما تشرع الطبقة اللئيمة من الإعلاميين والكتاب والمؤرخين في التلويح ببعض مزايا الدكتاتورية بعد سقوطها بعقود وعن طريق سياسة جس النبض وبأسلوب متردد وخجول ، لكن في بلدان الربيع العربي وخاصة مصر وتونس تم تحطيم كل الأرقام القياسية وسبقت “الردة” سرعة الضوء ، فمنذ الأيام الأولى رأينا فنانين يشيدون بالمخلوع وبُعثت العديد من الصفحات على النت تمجده واستمرت أخرى في مهنتها القذرة القديمة وخرجت علينا بعض الصحف بتلويح سافل يُحسّن حقبة الطاغية ثم ختمتها جريدة المغرب لصاحبها عمر صحابو بذلك العنوان “الوصمة” الذي اعتبرت فيه مرحلة بن علي أفضل من مرحلة ما بعد الثورة وبعد الصناديق والانتخابات وارادة الشعب . على خطى مكينة الردة في تونس تسير المكينة في مصر حيث وبعد ايام من تصريحه الذي اعتبر فيه مرحلة مبارك مرحلة ناجحة عاد وزير الخارجية المصري السابق ابو الغيط ليعلن بان مبارك لم يكن ينوي التوريث وعندما سمع بهذه الاشاعة استغرب وقال “الناس تقول إنني أريد توريث الحكم لابني، أنا لست مجنونا حتى أضع ابني في هذا السجن “، يقول مبارك ذلك وهو الذي بارك الحرب على غزة وحاصر اهلها وهدم الانفاق على رؤوس العشرات وبنى الجدار الفولاذي تحت الأرض الشئ الذي لم يقم به هتلر ولا الصهاينة ولا نظام بريتوريا العنصري ، وأضاف ابو الغيط مبارك كان صاحب كبرياء ويحمل جبلا من الهموم . غريب هو أمر الأزلام في البلدين ، فهنا أصبح الإعلام التونسي لا يستحي من الاستشهاد بصفحات في المواقع الاجتماعية تابعة الى التجمع وبن علي وفي مصر توالت الاستشهادت بما تضخه صفحة أنا آسف يا ريس ..وكأن لسان الحال يقول ، إكرام اللؤماء جريمة في حق الوطن.