الوكالة العقارية للسكنى توجه نداء هام للمواطنين..وهذه التفاصيل..    تونس تستقبل أكثر من 2.3 مليون سائح إلى غاية 20 أفريل 2025    عاجل/ مسؤول يؤكد تراجع أسعار الأضاحي ب200 و300 دينار..ما القصة..؟!    عاجل/ جريمة أكودة: الادراة العامة للامن الوطني تكشف تفاصيل جديدة..    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    البرلمان : مقترح لتنقيح وإتمام فصلين من قانون آداء الخدمة الوطنية في إطار التعيينات الفردية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    في مظاهرة أمام منزله.. دروز إسرائيل يتهمون نتنياهو ب"الخيانة"    جندوبة: سكان منطقة التوايتية عبد الجبار يستغيثون    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    عاجل/ هذه البلدية تصدر بلاغ هام وتدعو المواطنين الى الحذر..    عاجل/ قضية التسفير..تطورات جديدة…    استقرار نسبة الفائدة في السوق النقدية عند 7.5 %..    الرابطة المحترفة الاولى: صافرة مغربية لمباراة الملعب التونسي والاتحاد المنستيري    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    الإفريقي: الزمزمي يغيب واليفرني يعود لحراسة المرمى ضد النادي البنزرتي    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    إلى الأمهات الجدد... إليكِ أبرز أسباب بكاء الرضيع    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    ارتفاع تكلفة الترفيه للتونسيين بنسبة 30%    القضية الفلسطينية تتصدر مظاهرات عيد الشغل في باريس    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    عيد الاضحى 2025: الأضاحي متوفرة للتونسيين والأسعار تُحدد قريبًا    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    نهائيات ماي: مواجهات نارية وأول نهائي لمرموش في مانشستر سيتى    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    الليلة: سحب عابرة والحرارة تتراوح بين 15 و26 درجة    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مركز دراسة الاسلام و الديمقراطية بتونس: تقرير مفصل عن ندوة “ظاهرة العنف السياسي و كيفية التصدّي لها”
نشر في الشاهد يوم 15 - 02 - 2013

الشاهد تونس
تقرير من إعداد إيمان الودرني
نظّم مركز دراسة الاسلام و الديمقراطية بتونس ورشة عمل و ندوة حول ظاهرة العنف السياسي و كيفية التصدّي لها يوم 09 فيفري 2013 بنزل المرادي بڨمّرت جاءت الندوة اثر حادثة اغتيال شكري بالعيد الحدث الذي هزّ الرأي العام التونسي.
ورشة العمل كانت في شكل ندوة في الفترة الصباحية و وورشة عمل و حوار مفتوح في الفترة المسائية بحضور مجموعة هامة من ابرز الوجوه السياسية في تونس من مختلف الاحزاب و جمعيات المجتمع المدني بمختلف اطيافهم و حساسياتهم الفكرية و السياسية و قد قام كلّ من الشيخ راشد الغنوشي، الاستاذ عبد الفتاح مورو ، هاجر عزيزوابو يعرب المرزوقي بالقاء كلمة فيما يخصّ ظاهرة العنف السياسي واهمية الوعي بخطورتها على وحدة المجتمع التونسي خاصة في مثل هذه الفترة الحسّاسة و المفصلية في تاريخ تونس الثورة.
افتتح الدكتور رضوان المصمودي رئيس مركز دراسة الاسلام و الديمقراطية الندوة بالترحيب بالضيوف وبالمحاضرين و بتقديم الموضوع الذي اعتبره حسّاسا للغاية و يجب ان يولّى اهمية فائقة خاصة بعد فاجعة اغتيال شكري بلعيد فالعنف السياسي ظاهرة خطيرة تستوجب وقفة جادة للتأمل و النقاش حتى لا تنزلق تونس في دوامة الاغتيالات و العنف الذي يهدّد استقرار تونس و يذهب باهداف الثورة ادراج الرّياح و ذكر الدكتور رضوان ان الهدف من مثل هذه الانشطة هو جمع الشمل و توحيد الصّفوف والخروج بتونس الى برّ الامان و لابدّ من بلوغ هذا الهدف النبيل طالما ان الهدف واحد والقاسم المشترك بين الجميع هو مصلحة تونس.
ثمّ احال بعد ذلك الكلمة للشيخ راشد الغنوشي.
* المداخلة الأولى: الشيخ راشد الغنوشي:
قال رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشى أن قتل المناضل شكري بلعيد يمثل تهديدا لتونس كلها ولتجربتها الديمقراطية ولنموذج التعايش السلمي فيها بين الإسلاميين والعلمانيين الذي أفرزته الثورة التونسية واصفا عملية الاغتيال بالعمل الآثم المجرم
وقال أن الذي اعتدى بالقتل الآثم المجرم على المناضل شكري بلعيد اعتدى من قبله على
الشيخ لطفي القلال وآخرين وعلى تونس كلها.
وأضاف أن معنى ذلك هو أن هناك مخططا إجراميا لضرب العائلة التونسية بعضها ببعض وأن المستهدف ليس بلعيد والعائلة الحداثية وإنما تونس كلها ونظام التعايش فيها.
وقال ينبغي أن نصمد في مواجهة محاولات إغراق تونس في أتون من الثأر والأحقاد والدماء مؤكدا أن شعب تونس مسالم وموحد وسينتصر على المؤامرات التي يتعرض لها اليوم فالحاصل الآن جزء من ضريبة التحول و المصيبة التي حلّت مؤخرا حالة لا تخرج عن معتاد الثورات قديما و حديثا وهذا الاغتيال الذي وقع اجرام يصبّ في خانة الثورة المضادة وهو جريمة مجهولة الفاعل وتوجيه اصابع الاتهام للنهضة او الحكومة غباء لان السؤال الاول سيكون : من المستفيد ؟؟
والجواب ليست الحكومة طبعا لان ذلك ليس من مصلحتها و ليس ايضا من مصلحة المعارضة وانما هي افعال الثورة المضادة المستعينة
بالدول المعادية للديمقراطية في العالم العربي و التي تعتبر نجاح الديمقراطية في تونس و بلدان الربيع العربي تهديدا لمصالحها الاقتصادية ونماذجها الداخلية.
واكّد الشيخ راشد الغنوشي ايضا ان العنف غريبا عن المزاج التونسي و ما يحدث مؤخرا يراد منه فرض لغة جديدة على التونسيين المعروفين بالمزاج المسالم وقال ان العنف بجميع انواعه ظاهرة خطيرة تضرّ باهداف التورة و لكنها لن تفشلهالان الثورة عميقة والتونسيون عندما يشعرون ان ثورتهم مهددة لا شك انهم سينضمّون صفّا واحدا للدفاع عنها .
كما استنكر الشيخ راشد الغنوشي بشدة الحملة الإعلامية المغرضة التي تستهدف حركة النهضة وشخصَه والاتهامات المجانية التي يسوقها عدد من السياسيين في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية والتي يحملون فيها ، زورا وبهتانا ، الحركةَ ورئيسَها المسؤولية عن مقتل السياسي شكري بلعيد مؤكدا ان لا مصلحة للنهضة مطلقا في استعمال وسائل إجرامية ضد الفرقاء السياسيين مهما كانت الخصومة معهم
وذكّر بأن تونس شهدت من قبل مقتل عدد من الدعاة من جماعة الدعوة والتبليغ ومقتل لطفي نقض بما يعني ان العنف طال عديد الأطراف السياسية وليس طرفا ما بعينه ، ونبّه إلى خطورة اتهام الإسلاميين باستعمال العنف والتغاضي عن التيارات الأخرى التي وصل بها الأمر إلى الدعوة الصريحة لتدخل فرنسي في الشؤون الداخلية لتونس ضد الطيف الإسلامي في تونس بكل أنواعه
وقد ذكّر الشيخ راشد في كلمته ان حركة النهضة أعلنت من قبل مرارا انها ضد العنف مهما كان مصدره وسببه لأنه لا يخدم أهداف الثورة ولا المسار الديمقراطي في البلاد ويؤدّي في حال تطوّره وتشجيع بعض القوى المحلّية والدولية له ،إلى حرب الجميع ضد الجميع وتخريب الثورة التونسية ودعا إلى الحوار سبيلا للوصول إلى وأد هذه الفتنة وتجنيب البلاد تبعاتها
المداخلة الثانية: الشيخ عبد الفتاح مورو:
المداخلة الثانية كانت للشيخ عبد الفتّاح مورو الذي شكر المركز و ثنى على نشاطاته و قال الاستاذ عبد الفتاح ان الحوار السلمي ضروري جدّا في هذه الفترة الحساسة و لذلك فمثل هذه المنتديات يجب ان تكون قبلة الجميع لانها تخلق فرص التحاور و ايجاد التوافق حول ما يخدم المصلحة العليا للبلاد . ابدى الاستاذ عبد الفتاّح اسفا شديدا لوفاة شكري بلعيد اثر حادثة الاغتيال الاخيرة والتي لم تشهد تونس مثلها من قبل على حدّ قوله و قد ابدى ايضا اسفا شديدا لوفاة ناظر الامن الشهيد لطفي الزار الذي توفي في الاحداث التي شهدتها العاصمة الاربعاء 6 فيفري بعد اغتيال السياسي والحقوقي شكري بلعيد.
ويعتبر الأستاذ عبد الفتاح مورو ظاهرة العنف طبيعية مقارنة بما شهدته البلاد من سنوات الاستبداد, ومع الافتقاد إلى الخطاب الإصلاحي حيث كثر الحديث غير السديد نجد أنفسنا أمام تكاثر الأفكار التي يدحض بعضها بعضا ويريد كل واحد فرض نفسه بالطريقة التي يراها صائبة ؛ الكل منشغل باعداد موقع له في السفينة التي انطلقت للابحار و لم يعوا ان السفينة مهددة في كيانها ؛ العنف هو طبع و فكر و خلق و ثقافة و ردّة فعل و هو ظلم و اعتداء و فقدان مؤسسات وللتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة لا بد من تحديد الثوابت والسعي إلى مقابلة الواقع عن طريق حلول مستجدة نستمدها من أفكار متجددة تخرجنا من التبعية للأخر وتحقق لنا الاستقلالية و هناك اجماع وطني لثني الركبة و تقديم الحلول للعنف السياسي و حالة الانفلات فإنجاح الثورة يتطلب أعادة بناء العلاقة بين التونسيين من خلال التعايش السلمي والقبول بالتعددية واستعادة الروح الإصلاحية التونسية وقال الستاذ عبد الفتاح مورو نحن ابناء نفس الوطن و يجب ان نثمن بعضنا البعض و ننبذ العنف . قال الاستاذ عبد الفتاح في اخر حديثه ان حزب حركة النهضة حزب معتدل دفع الغالي و النفيس من اجل الحرّيات و قال الشيخ مورو ان معاداة بعض الاحزاب و رفضهم لحزب حركةالنهضة لا يبرّر الدعوى للعنف و لا لحلّ المجلس التأسيسي وإلى التدخّل الاجنبي في الشؤون الداخلية للبلاد و هو يدعو الى الحوار السلمي و يقول ان الحلّ يكمن في نبذ العنف وتوحيد الصفوف و قبول الاخر
* المداخلة الثالثة: د. أبو يعرب المرزوقي:
المداخلة الثالة كانت للدكتور الفيلسوف ابو يعرب المرزوقي الذي ابدى بدوره اسفا شديدا لوفاة شكري بلعيد و ناظر الامن لطفي الزار قال الدكتور ابو يعرب ان الخطابات لم تتجاوز المستوى السياسي للبحث بعمق في جوهر القضية و استخراج الاسباب الحقيقية الكامنة وراء ظاهرة العنف السياسي. وحسب رؤيته الفلسفية العميقة في باطن القضية يرى الدكتور ابو يعرب المرزوقي ان سبب الازمة ليس سياسيا بحت بل هو اعمق و اخطر من ذلك بكثير حيث ان القضايا السياسية لا تجد صعوبة في ايجاد حلول وسطى . قال الدكتور ابو يعرب انّ صدام الحضارات بين الغرب و الشرق اصبح في الشرق نفسه بل داخل المجتمع الواحد وعندما يصبح الصراع فكريا، عقائديا و ثقافيا يكون الامر اشد خطورة و يقود الى انشقاق المجتمعات والى الحروب الاهلية وهذه اخطر مظاهر العنف و قال انه لا يتمنى ان تنزلق تونس في دوامة من العنف تهدد الاهداف النبيلة للثورة.
يرى الدكتور ابو يعرب اننا اصبحنا اليوم في تونس امام شقّين متضاربين؛ شقّ تغرّب و يريد تغريب البقية والآخر لم يتغرّب و يريد تشريق البقية ؛ الاول يريد نمط غربي للمجتمع و الثاني يريد تشريقه و بالتالي يحدث التصادم فنحن امام فشلين؛ فشل تغيير ثقافة برمّتها و قد فشلت في تحقيقه القوى الاستعمارية من قبل و فشل ثقافة في اعادة بناء نفسها ويقول الدكتور ابو يعرب في هذا السياق ان موقف المدافعين عن التشريق اخطر من الموقف المؤيد للتغريب. و هناك بعض الاطراف المتطرّفة تسعى الى القضاء على التحديث المستبد بالتشريق المستبد و هذا خطأ فادح ينفّر من الحكم الاسلامي خاصة ان التجارب الاسلامية التي حدثت تجعل الامر مخيفا امام العلمانية و الحداثية.و يقول الدكتور ابو يعرب انه الائتلاف الحاكم اليوم يبعث على التفاءل وهو علامة صلح بين العلماني، الحداثي و الاسلامي و هذا التسامح وعقلية التعايش السلمي و قبول الآخر رغم الاختلاف يجب تعزيزها و العمل على تكريسها في مثل هذه الفترة الحساسة التي تمرّ بها تونس. وقد اكّد الدكتور ابو يعرب في مداخلته على اهمية مبدأ المصالحة وانّه من المهم البدء بالمصالحة قبل المحاسبة لتسهيل مسار العدالة الانتقالية فبخلق الطمأنينة و الابتعاد عن عقلية الثار تتمّ المصارحة و بالتالي يسترجع كلّ ذي حق حقّه وتتم المحاسبة العادلة دون الوقوع في الانتقام والتشفي.و يعرّف الدكتور الدولة على انها مصالح عامة و المصالح العامة هي اختيار الجماعة وبالتالي فتوحيد الصفوف و العمل على اعادة بناء مؤسسات الدولة لا هدمها يجب ان يكون هدف الجميع و ذلك من اجل مصلحة الجميع و يعود الدكتور في ختام حديثه ليؤكد ان المصاعب الثقافية والحضارية اخطر من المصاعب السياسية و هذا لن يكون حرب اهلية في تونس فالشعب التونسي فقط بحاجة الى تكريس مبدأ التسامح و قبول الآخر و المزيد من الانفتاح و ستسير المور على احسن ما يرام
* المداخلة الرابعة: هاجر عزيزنائبة في المجلس التأسيسي:
فكانت للسيدة هاجر عزيز نائبة في المجلس التاسيسي عن كتلة النهضة التي ابدت اسفها لاغتيال شكري بلعيد وقالت ان العنف ليس من سلوك التونسي و انّ من قام بالجريمة ليس تونسيا ولا يحب تونس و ذكرت ان المزاج التونسي يتّسم بالتسامح ويجب الحفاظ على هذه السمة النبيلة بنبذ العنف و الدعوة الى الحوار السلمي من اجل المصلحة العامه ومن قام بعملية الاغتيال هدفه نزع هذه السمة النبيلة عن الشعب التونسي و الدفع بالتونسيين في دوامة العنف والانتقام لذلك يجب علينا التعامل مع القضية بتروّ و حذر شديد و يجب ان تكون هذه الحادثة سبب في توحيد التونسيون لا في تفرقتهم . و ذكرت السيدة هاجر ان بعض الاطراف لم تقبل وجود النهضة في الحكم فواصلو في سياسة التحريض على العنف و كأن الشعب التونسي لم يحسن اختيار ممثليه في الحكم و تقول ان سبب هذه الفوضى اليوم هي اطراف لها اطماع داخل الاوطان حرّضو على العنف للانقلاب على الشرعية و اغتصاب الحكم
بعد انتهاء المداخلات دار جدل مطول حول اسباب و مسببات ظاهرة العنف السياسية و كيف يمكن مقاومتها و التسدي لها بطرق سلمية
***
في الفترة المسائية للورشة تغيب السيد الباجي قائد السبسي رئيس حزب “حركة نداء تونس ولكن جاءت ممثلة عن حزب نداء تونس لتلقي كلمة و ابدت بدورها اسفا شديدا لواقعة الاغتيال و دعت الى الابتعاد عن سياسة الاقصاء وتوحيد الصفوف والابتعاد عن التجاذبات السياسية من اجل مصلحة تونس ودعت الى فتح ابواب الحوار السلمي و نبذ العنف
ثم قام بعد ذلك كل من السيد نوفل ساسي رئيس حزب جبهة الاصلاح و الاستاذة عزيزة درغوث رئيسة المرصد الوطني للديمقراطية التشاركية بالقاء كلمة حول ظاهرة العنف السياسي و ابدى كلّ منهما اسفه الشديد لوفاة شكري بلعيد و تمنياته بان لا تكون هذه الحادثة سبب في تفرقة التونسيون و انزلاق تونس في دوامة الانتقام و التشفي وهو ما لا يحمد عقباه
يرجع السيد نوفل اسباب العنف السياسي الى ممارسات اعداء الثورة و الاطراف المعادية للديمقراطية ولوجود النهضة في الحكم وقد وجّه اللوم الى الحكومة ايضا لتساهلها مع الاعلام الذي يقوم بالتهويل و التحريض على العنف وتعبئة الشعب و توجيه الرّأي العام و يقول انّ الاعلام هو قائد الثورة المضادة و على الحكومة اتخاذ الاجراء ات اللازمة و استبدال المؤسسات الاعلامية البنفسجية بمؤسسات اخرى تخدم مصلحة البلاد و تكرّس مبدأ التعايش السلمي و يعتبر السيد نوفل ساسي الاعلام الحالي خطر لابدّ من تحييده لتأتي بعد ذلك مرحلة التعايش السلمي وعلى الحكومة ان تكون حازمة في ذلك. ويعتبر السيد نوفل شباب الصحوة الاسلامية القوة الكبرى في الساحة و يقول ان السلفيون جزء من الواقع التونسي ولا يجب اقصاءهم و يجن تشريكهم في الحياة السياسية و هذا حقّهم . دعى السيد نوفل في ختام حديثه رموز النظام السابق للانسحاب من ادارة الشأن العام برحابة صدر و عفى الله عمّا سلف و دعى بدوره الى الحوار السلمي و نبذ العنف لان الاسلام ينبذ العنف و لا يسانده.
امّا السيدة عزيزة درغوث فقد قامت بتقديم تحليل هيكلي للوضع و قالت ان العنف السياسي هياكل و تمشّي و طرحت جملة من العوامل المسببة للعنف و اهمّها : بث الفتنة ، التكفير، الاقصاء، غياب الحوار و منهجية الحوار البنّاء و ذكرت عوامل عديدة اخرى مشيرة الى اهمية البحث في العوامل و فهمها للتمكّن من ايجاد الحلول و القضاء على ظاهرة العنف السياسي لمنع خطر الانزلاق في دوامة الفوضى و الهيستيريا التي تهدد مصلحة البلاد و العباد و قد دعت السيدة عزيزة بدورها الى الحوار و نبذ العنف و التعايش السلمي لانّ الاختلاف هو عامل للتفاعل الايجابي و التطوير و ليس دافع للعنف والعداء و طالما ان القاسم المشترك بين الجميع هو المصلحة العامة فلابد منتوحيد الصفوف و قبول بعضنا البعض رغم الاختلاف .
* أعمال الورشة:
بعد الانتهاء من المداخلات انطلقت اعمال الورشة بحوار مفتوح حول العنف و الاغتيال السياسي و دار جدل طويل بين المشاركين حول العوامل و كيفية معالجتها، ثم انقسموا بعد ذلك الى اربع مجموعات للتحاور حول اربع نقاط مهة اتّفقوا عليها بعد جدل مطول والنقاط كانت كالآتي:
المحاسبة و المصالحة
الوحدة الوطنية و بناء ثقافة التعايش السلمي
دور الاعلام
ضمان حيادية المنظمات (التيارات السلفية ، لجان الثورة ، الاتّحاد)
كلّ مجموعة كانت مطالبة بتحليل احد هذه النقاط و الاتفاق على حلول و توصيات حولها. وبعد التحاور انتهى المشاركين الى توصيات عاجلة و مستعجلة و كانت كالآتي
* توصيات حول المحاسبة و المصالحة
- وضع المحاسبة في اطارها ( العدالة الانتقالية)
- ضمان عدم العود بكشف الحقيقة و نوعية الانتهاكات ثم المحاسبة و بعدها المصالحة-
توصيات حول بناء ثقافة التعايش السلمي و الحوار الوطني:
- ضرورة المراجعات الفكرية لكل التيارات السياسية
- الحوار الوطني المشترك
- ارساء ميثاق وطني بروح 18 اكتوبر
- تحصين القانون لاستقلالية القضاء و الأمن
* توصيات حول الاعلام:
الالتزام بالحياد في نقل الخبر و الفصل بين الخبر و التحليل و الدقة في المصادر.
العمل على اعادة تاهيل الاعلاميين عبر هيئات مختصة و مستقلة.
اجراء مناظرة عامة بخصوص انتداب الاعلاميين في المؤسسات الاعلامية العمومية.
الاعلان عن القائمة السوداء الخاصة بالاعلاميين.
الاعلان عن تركيب الهيئة العليا المستقلة للاعلام وتدعيم دورها الرقابي.
تعزيز دور نقابة الصحفيين في حماية حقوق الصحفيين و الدفاع مصالحهم.
اما فيما يتعلّق بوسائل الاعلام الخاصة فيجب الكشف عن مصادر التمويل ومراعاة و احترام مصالح الشعب باحترام ارادة الشعب و اختياراته.
تحديث البرامج التكوينية بما يتماشى مع متطلبات صحافة الاستقصاء التي لها دور فاعل في مساندة الجهود الساعية للحدّ من الفساد.
* توصيات حول ضمان حيادية المنظّمات:
احداث مرصد وطني لمراقبة حيادية المنظمات و النقابات
فتح حوار وطني جدّي و عميق مع السلفيين يبثّ على وسائل الاعلام
تفعيل القانون في مراقبة نشاطات المجتمع المدني (الجمعيات بجميع اصنافها )
حوار وطني مفتوح و مؤطر في جميع الفضاء ات الاعلامية و الجامعية بين الحداثيين والاسلاميين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.