,تونس قررت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة إغلاق مخيم الشوشة لللاجئين الذي أقامته في أقصى الجنوب التونسي لاستقبال الفارين من الحرب في ليبيا التي إندلعت إثر “ثورة 17 فبراير 211″ التي أطاحت بنظام العقيد معمر القذافي. وقالت أورسولا شولز أبو بكر مندوبة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تونس، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم، إن إغلاق هذا المخيم سيتم في نهاية شهر جوان المقبل بالإتفاق مع السلطات التونسية. وأوضحت أنه بعد مرور عامين على إندلاع الأزمة الليبية، حان الوقت “للتفكير في مستقبل اللاجئين، وفي توفير ظروف عيش أفضل لهم، بعيداً عن ظروف العيش القاسية في المخيمات تحت حرارة الشمس الحارقة في الصيف، وفي البرد القارس خلال الشتاء، وإعانتهم على الإعتماد على أنفسهم”. ويُقيم في هذا المخيم الواقع في بلدة بن قردان من محافظة مدنينالتونسية، غير بعيد عن الحدود مع ليبيا، 800 لاجئ من جنسيات مختلفة بينهم ثلاث عائلات فلسطينية تتألف من 22 فرداً تتراوح أعمارهم بين شهرين و58 عاماً. وأشارت أورسولا شولز أبو بكر إلى أنه سيتم ترحيل 500 من هؤلاء اللاجئين إلى دول أخرى، فيما سيمكث في تونس 300 منهم فحسب، حيث “ستتخذ السلطات التونسية الإجراءات الضرورية لإعادة إدماجهم، وتمكينهم من مختلف الخدمات”. ولم تذكر ما إذا كان اللاجئون الفلسطينيون سيبقون في تونس، أم سيغادرون لدولة أخرى، بإعتبار أن هؤلاء اللاجئين كانوا قد بدأوا في السابع عشر من الشهر الجاري إضراباً عن الطعام، وذلك في تحرك إحتجاجي على عدم تسوية أوضاعهم، وإنهاء معاناتهم المتواصلة منذ أكثر من عامين. ويُطالب اللاجئون الفلسطينيون في مخيم الشوشة بتحقيق رغبتهم بالحصول على حق اللجوء إلى أية دولة أوروبية أسوة بباقي الجنسيات الأفريقية والآسيوية، التي لجأت إلى تونس خلال الحرب التي أطاحت بنظام معمر القذافي. يُشار إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الشوشة الذي أقامته السلطات التونسية بالتعاون مع المفوضية منذ فيفري 2011، كان يقدّر بأكثر من 1400 لاجئ من أصل نحو 3 آلاف لاجئ من جنسيات مختلفة، حيث تم تسوية وضعيات غالبيتهم بإستثناء العائلات الفلسطينية المذكورة.