أفريكان مانجرنشر يوم 20 – 11 – 2012 حذر رئيس الحكومة الحالي حمادي الجبالي من تداعيات التباطؤ في إعداد الدستور متوقعا أنه في حال استمرار النسق الحالي لمناقشته فإنه لن يكون جاهزا قبل سنتين. وفي سياق متصل انتقد الجبالي نخبا سياسية لم يكشف عن هويتها معتبرا إياها أخطر من السلفيين وأنها تنتهج سياسة “تجفيف المنابع”، وفق تعبيره في مقابلة صحافية أجرتها معه اليوم الثلاثاء 20 نوفمبر وكالة رويترز للأنباء. وأبدى الجبالي قلقه من تباطؤ المجلس التأسيسي بمعارضيه ومؤيديه في اعداد الدستور الجديد لتونس معتبرا أن البلاد لا يمكنها ان تحتمل المزيد من الانتظار، محذرا من أن التباطؤ قد يعرقل الانتقال الديمقراطي في تونس، مضيفا أنه قلق من إضاعة وقت طويل ا في امور جانبية بدل الاسراع في إعداد الدستور. وتابع بالقول: “اعرف أنهم سيثورن على كلامي ولكني سأضغط بقوة على المجلس التأسيسي من منطلق مسؤوليتي كرئيس حكومة لتسريع الامور، لأن المستثمرين ورجال الاعمال والشركاء يطالبون برؤية واضحة،”، وفق نفس المصدر. وكان يفترض أن يتم إعداد الدستور في 23 أكتوبر الماضي بحسب ما ضبطه الفصل السادس من مرسوم الانتخابات للعام 2011، إلا أن مماطلة النواب حال دون إعداد الدستور في موعده وما تسبب في أضرار اقتصادية للبلاد التي تعيش أحلك فتراتها السياسية والاقتصادية إساءة لسمعة تونس. وفيما يتعلق بالمتشددين الاسلاميين، قال الجبالي إن هؤلاء “لا يمكنهم فرض رؤيتهم وأفكارهم بالقوة” مضيفا ان الحكومة ستتصدى لهم “بالقانون والصرامة ولكن ايضا عبر معالجة الاسباب الاقتصادية والاجتماعية بمكافحة الفقر وتوفير فرص العمل.” واعتبر رئيس الحكومة التونسية التي يقودها حزب النهضة الإسلامي أن “المتشددين الدينيين وبعض النخب السياسية تسيء لصورة تونس وتساهم في عرقلة اقتصادها عبر العنف وعبر الحملات السياسية الموجهة التي قد تضر بالبلاد اكثر مما تنفعها”، وفق تعبيره. وينتقد مراقبون سياسيون تصريحات الحكومة حول إساءة معارضيها لصورة تونس، مذكرين أنه نفس الخطاب الذي انتهجه النظام السابق لتصديه للمعارضة وما دفعه إلى اصداره قانون يجرم كل من انتقد تونس بالخارج وأساء لصورتها. وأردف باالقول في المقابل: “انا اعتقد ان بعض النخب السياسية أخطر من السلفيين لان افكار المتطرفين واضحة ونحن نحاصر الظاهرة بينما اساءة النخب السياسية رهيبة وتساهم في تدمير مقومات النمو عبر استهداف اي شراكات وعلاقات مميزة. هم يستهدفون علاقاتنا مع قطر وتركيا بدعوى اننا موالون للشرق ولما وقعنا اتفاقا اوليا للحصول على رتبة شريك مميز هاجمونا”. وأضاف معلقا: “هم يقومون بسياسة تجفيف المنابع وهذا خطير،هذا لن يدمر الحكومة بل سيدمر الانتقال الديمقراطي لا قدر الله.، وفق تعبيره. ويلاحظ أن المسؤولين الحكوميين في تونس والرئاسة التونسية تعودوا على انتقاد المعارضة التونسية بشدة من خلال وسائل إعلام أجنبية.