إن مأساة الشعب الفلسطيني ورحلة عذابه ودرب ألامه وسيرة جهاده لم تبدأ في عام 1948,وإنما منذ أن وطأت أقدام الحملة الصليبية العالمية الجديدة أرض فلسطين المباركة في عام 1918,وعندما صرح قائد قوات الحلفاء الصليبية(الجنرال الإنجليزي اللنبي)وهو يدخل القدس من باب الخليل وهو على صهوة جواده (الأن إنتهت الحروب الصليبية) فهو قد إعتبر أن الحرب الصليبية منذ(صلاح الدين الأيوبي)والحملات الصليبية الأولى التي إنتهت بهزيمة ساحقة على يد المماليك(الأشرف بن خليل بن قلاوون) في معركة عكاعام 1291ميلادي لم تنتهي منذ ذلك الحين إلا بعد إنتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى,وهزيمة الدولة الاسلامية العثمانية,ودخول القدس منتصراً. وفي دمشق ذهب الجنرال الفرنسي(غورو)إلى قبر(صلاح الدين الأيوبي ) ووكزه بسيفه قائلاً له بمنتهى الحقد الصليبي ( قم يا صلاح الدين ها قد عُدنا أخيراً ) وهذا أكبر دليل على أن الحرب المفروضة على أمتنا هي حرب صليبية,وان المشروع اليهودي في فلسطين هو مشروع غربي صليبي,ففي عام 1907 عقدت معظم الدول الصليبية الأوروبية بدعوة من رئيس وزراء بريطانا انذاك(هنري كامبل بنرمان)مؤتمراً وسُمي المؤتمر بإسمه,إتخذت في هذا المؤتمر قراراً بزرع الكيان اليهودي في فلسطين لإجهاض العالم الاسلامي,وكانت إتفاقية(سايكس بيكو و وعد بلفور)من نتائج هذا المؤتمر .. ومن ثم كانت( ثورة البراق عام 1929)التي إندلعت في جميع أنحاء فلسطين بداية من القدس وذلك عندما تعدى اليهود على(حائط البراق) ما بين(عامي 1932- 1936)والتي بلغت ذروتها(بإضراب عام 1936)والذي عُرف بأطول إضراب في التاريخ,ولكن تدخل الدول العربية بإيعازمن بريطانياعند الشعب الفلسطيني من خلال إعطائه الوعود وتلبية مطالبه تم إفشال هذا الإضراب والذي إستمرستة أشهر . يتبع