هام: بشرى سارة للعاطلين عن العمل بهذه الولايات..فرص شغل في هذا القطاع..    تونس توقّع اتفاقية تمويل مع صندوق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي لفائدة الفلاحة المندمجة بالكاف    غرفة التجارة و الصناعة : '' ندعو إلى إنشاء خط مباشر بين بولونيا وتونس ''    تسجيل 120 مخالفة اقتصادية في هذه الولاية    الكيان الصهيوني يوبخ سفراء إيرلندا والنرويج وإسبانيا    الإحتفاظ بعنصر تكفيري محكوم ب 32 سنة سجنًا ..التفاصيل    الرابطة الأولى: تعيينات حكام منافسات الجولة الثالثة إيابا لمرحلة التتويج    الجزائر: شاب يطعن شقيقته بسكين خلال بث مباشر على "إنستغرام"    المتلوي: تفكيك عصابة تروج للمخدرات    نقابة الصيادلة : إزدهار سوق المكملات الغذائية مع إقتراب الإمتحانات.. التفاصيل    عاجل/ السعودية تعلن عن قرار جديد يهم الحج..    مكلف بالإنتقال الطاقي : إنتاج 2200 ميغاوات من الكهرباء سيوفر 4500 موطن شغل    قفصة: نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك لبيع الأضاحي    مفزع/حوادث: 14حالة وفاة خلال 24 ساعة..    عاجل : إصدار أوامر رئاسية متعلقة بالانتزاع من أجل المصلحة العمومية    محاضرات وجلسات وورشات ..الذكاء الاصطناعي والصحافة البيئية بمدينة العلوم    ايران: بدء مراسم تشييع عبد اللهيان في مقر وزارة الخارجية    علي الخامنئي لقيس سعيد : ''يجب أن يتحول التعاطف الحالي بين إيران وتونس إلى تعاون ميداني''    الإبادة وهجوم رفح.. العدل الدولية تحدد موعد الحكم ضد الكيان الصهيوني    مشاريع بالجملة لفائدة المستشفى الجهوي بجندوبة تنتظر تجاوز اشكاليات التعطيل    أتلانتا بطلا للدوري الأوروبي بعدما ألحق بليفركوزن أول هزيمة في الموسم    الإسباني بيب غوارديولا يحصد جائزة أفضل مدرب في الدوري الإنجليزي    تصفيات دورة فرنسا المفتوحة: عزيز دوقاز يخرج من الدور نصف النهائي    عضو هيئة الدفاع : '' تفاجئنا بالحكم الصادر ضد مراد الزغيدي ''    رئيس الجمعية المكافحة الفساد يكشف عن انتدابات مشبوهة تتجاوز ال200 الف    إحباط مخطط لعملية إجتياز للحدود البحرية خلسة وإلقاء القبض على 30 تونسيا    هلاك شاب في حادث مرور مروع..    الخطوط التونسية برمجت 46 رحلة ذهابا وإيابا لنقل 6066 من الحجّاج الى البقاع المقدسة    «مرايا الأنفاق» لبنت البحر .. أسئلة المرأة والحرّية والحبّ والجمال    جائزة غسّان كنفاني للرواية العربية بفلسطين ..«برلتراس» لنصر سامي في القائمة الطويلة    «حلمة ونجوم» تمدّ جسور التواصل بين تونس واليابان    ‬قصص قصيرة جدا    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 23 ماي    اليوم: درجات الحرارة تصل إلى 42 درجة مع ظهور الشهيلي    قرقنة : قتيل في حادث مرور ثالث في أقل من اسبوع    الحرارة تصل اليوم إلى 42 درجة مع ظهور الشهيلي    خامنئي لهنية: إيران ستواصل نفس توجهاتها وسياساتها تجاه فلسطين    4 ألوان "تجذب" البعوض.. لا ترتديها في الصيف    مجموعة تفادي النزول : صراع البقاء يزداد تعقيدا بعد فوز مستقبل سليمان على مستقبل المرسى واتحاد تطاوين على اتحاد بنقردان    اتحاد الفلاحة: الفلاحون يبيعون قرابة 150 الف اضحية فقط وفق الوزن في ظل سوق اكتسحه السماسرة    بشخصية نرجسية ومشهد اغتصاب مروع.. فيلم عن سيرة ترامب يثير غضبا    مهرجان كان : الجناح التونسي يحتضن مجموعة من الأنشطة الترويجية للسينما التونسية ولمواقع التصوير ببلادنا    الفيلم الفرنسي "Goliath" يفتتح الدورة السابعة لمهرجان الفيلم البيئي بتونس    قفصة: تقديرات أولية بإنتاج 153 ألف قنطار من القمح الصلب هذا الموسم    بطولة العالم لالعاب القوى لذوي الاعاقة: برونزية لمحمد نضال الخليفي في سباق 100 متر كراسي (فئة تي 53)    اياب نهائي كاس رابطة ابطال افريقيا : وفد الترجي الرياضي يشد الرحال الى العاصمة المصرية القاهرة    وزارة الصحة: جلسة عمل حول تركيز مختبر للجينوم البشري لتعزيز جهود الوقاية والعلاج من الأمراض الوراثية والسرطانية    المؤتمر الوطني العاشر لجراحة التجميل ينعقد بالعاصمة يومي 24 و25 ماي الجاري    "ليكيب" تكشف كواليس لقاء بين ماكرون ورئيس ريال مدريد    تضاعف المخزون الاستراتيجي للحليب مقارنة بالعام الماضي    خامنئي لهنية.. مخبر سيتبع نهج رئيسي وسيتحقق وعد فلسطين من البحر للنهر    وفاة منصف درغوث الطبيب المختص في جراحة العظام    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 22 ماي 2024    مسرحية "السيدة المنوبية" تفتتح الدورة الرابعة لأسبوع المسرح البلدي بتونس    هل فينا من يجزم بكيف سيكون الغد ...؟؟... عبد الكريم قطاطة    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جرّة قلم: أتركوها لقادم الأجيال
نشر في الشروق يوم 18 - 05 - 2010

مرت ذكرى اغتصاب فلسطين يوم 15 ماي وقد حاولوا ان يفرضوها بتاريخهم العبري.. وهناك من بلع الطعم او ارتضى المغالطة فاحتفل معهم بل ان رئيس دولة عربية توجه بتهنئة «مباركة» لرئيس الكيان الصهيوني الغاصب.. وأدت «الشروق» كالمعتاد واجبها القومي ووفت المناسبة حقها سردا للتاريخ وتحليلا للأحداث واستشرافا للمستقبل. مرت ذكرى النكبة وحديثنا هذا عن ظروفها المحلية والاقليمية والدولية وعناوين المرحلة كانت كما يلي:
استعمار كلكل على معظم الارض العربية... وفلسطين وضعت تحت الانتداب البريطاني بعد نهاية الحرب العالمية الاولى عام 1918 ولمدة ثلاثين سنة... كان الانقليز قد منحوا الحركة الصهيونية وعد بلفور (نوفمبر 1917) وسهلوا هجرة اليهود الى فلسطين وغضوا الطرف عن عصاباتهم تتسلح وتنفذ الاغتيالات والمذابح وتدمر ولاحقوا الوطنيين الفلسطينيين.
إرادة سياسية مسلوبة لدى قيادات العواصم العربية المحيطة بفلسطين... استقلال سوريا ولبنان وقواعد انقليزية في مصر وملك في القاهرة غارق في ملذاته والسياسيون من حوله يتناحرون على الكراسي والمصالح... وامارة في شرق وادي الاردن استرضت بها بريطانيا الشريف حسين فمنحتها لأحد ابنائه.
انعدام الحس الوطني والقومي لدى معظم ساسة العصر.. الأسلحة لدى الجيش المصري فاسدة... والعسكري الذي «قاد» القوات العربية لمواجهة عصابات الصهاينة عامي 4849 كان الجنرال الانقليزي (غلوب باشا) الذي أوقف القتال فترة لتمكين الصهاينة من تلقي الدعم البشري والتسليحي.. ونكتة العسكريين العراقيين ظلت مشهورة (ماكو اوامر).
سعي لدى البعض لاستثمار الوضع / النكبة لمصلحة آنية حيث منع الفلسطينيون مع إقامة (حكومة عموم فلسطين) ليلة الانسحاب البريطاني وهدف هؤلاء هو وضع اليد على الضفة الغربية وقد حصل تشرذم في الصف الفلسطيني ادى الى تناحر ووصل الى التواطؤ وما انحياز عدد من الفلسطينيين ضد الحكومة المذكورة الا دليل على ذلك... كما حرمت الثورة الكبرى بين عامي 1936 و1939 من الدعم اللازم وبلوغ أهدافها حتى قضى عليها المستعمرون الأنقليز.. وهناك من الفلسطينيين من باع الارض لليهود..
سعي من الساسة العرب في ذلك الزمن للبحث عن حل «سلمي تفاوضي» بل وتهافت على ذلك وتقديم كل التنازلات هربا من المواجهة.. حتى قال الوسيط الدولي (رالف بانش) في مفاوضات (رودس) «لقد طلب اليهود من العرب البنطلون.. فأعطوهم البنطلون والجاكيتة».
لم يستوعب كثيرون الدرس من حالة الصراع مع العدو... فعندما اندلعت ثورة 1936 وتعاظمت سارع الانقليز الى إصدار ما سموه الكتاب الابيض وحدّوا من هجرة اليهود وغلواء العصابات الصهيونية.. لكنهم تنصلوا من كل ذلك بمجرد اندحار الثورة.. وهو ما لم يستوعبه عرب العصر ايضا حيث لم تقدم اسرائيل رغم انتصاراتها على اتخاذ اي قرار بضم الاراضي عندما رفع العرب لاءات الخرطوم لكنها اي اسرائيل قامت بضم القدس والجولان واحتلال بيروت وغير ذلك بعد اتفاقية كامب دافيد غير عابئة بقانون أممي او ما يسمى شرعية دولية.
واليوم وبعد مرور أكثر من ستين سنة على النكبة وفي ذكراها نسأل: هل تغيّرت الظروف التي اشرنا إليها آنفا؟ هل استرد العرب والفلسطينيون ولو جزءا يسيرا من حقوقهم وهم يعترفون بالعدو ويفاوضونه مباشرة او بصفة غير مباشرة ويلغون المقاومة من قاموسهم؟
بمنطق التاريخ نقول ان ارض المقدّسات فلسطين انتهكت واحتلت اكثر من مرة وكانت وستظل مستهدفة على الدوام لأن العقلية الصليبية لم تمت أبدا.. أو لم يقل الجنرال الانقليزي (اللنبي) وهو يدخل القدس على صهوة جواده من باب الخليل (الآن انتهت الحروب الصليبية)؟ أو لم يقم الجنرال الفرنسي (غورو) على قبر صلاح الدين في دمشق ويوكزه بالسيف بحقد دفين ويقول (قل يا صلاح الدين ها قد عدنا أخيرا)؟ لكن بمنطق التاريخ ايضا نقول ان أرض فلسطين كانت دائما تعود الى أهلها عندما يعدون لذلك ما استطاعوا من قوة وما ضاع حق وراءه مطالب وما ثبت استعمار في اي عصر واي مصر مهما طالت أيامه. وبمنطق ديننا الحنيف نقول ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وان الله تعالى قد اخبرنا عن مغتصبي فلسطين انهم سيظلون في ذل ومسكنة إلى يوم القيامة كلما أوقدوا حربا أطفأها الله وأنهم سيكونون أكثر علوا ونفيرا لكن سيأتي اليوم الذي يتبر الله ما عملوا تتبيرا وندخل المسجد كما دخله أجدادنا أول مرة.
من أجل ذلك ونحن نستذكر قول الشهيد ياسر عرفات لمن ثبطت همته من رفاقه: من تعب منكم فليبعث لي بأبنائه نقول لقادتنا من شجعان السلام والمناضلين بالكلام واللاهثين وراء سراب التسوية والحل باتفاقات وخرائط طريق اذا كانت ظروف هذا العصر ليست لصالح امتنا وإذا كنتم قد سئمتم المواجهة وأتعبتكم الهيجاء وضاقت بكم الحال فعلى الأقل لا تتنازلوا عن الحق ولا تعترفوا بنتائج النكبة واتركوا الأمر برمته لقادم الأجيال حتى لا تطالكم لعنة التاريخ كما طالت كثيرين ممن سبقوكم قبل ستين سنة وعامين..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.