توفيت الصحافية الأميركية من أصل لبناني هيلين توماس السبت عن عمر يناهز ال92 عاما إثر معاناة طويلة مع المرض وذلك بعد حياة مهنية حافلة عملت خلالها مراسلة للبيت الأبيض منذ الرئيس الأسبق جون كينيدي وغطت أخبار 10 رؤساء أميركيين متتاليين. واشتهرت هيلين توماس، التي غطت أخبار البيت الأبيض لأكثر من 60 عاما، بجلوسها الدائم في الصف الأول خلال المؤتمرات الصحافية للمتحدثين باسم البيت الأبيض حتى أنها حظيت بامتياز لم ينله أحد قبلها إذ خصص لها مقعد باسمها في الصف الأول. واشتهرت بأسئلتها المحرجة وكلامها المباشر والصريح. ووجه الرئيس باراك أوباما تحية السبت إلى "هذه الرائدة الفعلية التي فتحت أبوابا واخترقت حواجز من أجل أجيال من النساء في الصحافة". وأضاف أوباما "ما جعل من هيلين عميدة مراسلي البيت الأبيض ليس فترة بقائها في البيت الأبيض فحسب، بل الإيمان المتجذر بأن ديموقراطيتنا تعمل بشكل أفضل عندما نطرح أسئلة صعبة ونطلب من قادتنا تسديد حسابات". وأكد أوباما على غرار أسلافه أنه كان دائما "يحسب حسابا" لأسئلة هيلين توماس. تصريحات حول إسرائيل ترغمها على التقاعد وبدأت توماس بتغطية اخبار البيت الأبيض لحساب وكالة "يو بي اى" الأميركية في الستينات في عهد الرئيس جون كينيدي وبقيت في عملها هذا حتى عام 2010 عندما قررت التقاعد إثر تصريحات أدلت بها وأثارت جدلا كبيرا. ففي ماي من العام 2010 وردا على سؤال حول إسرائيل خلال احتفال أقيم في البيت الأبيض قالت هيلين توماس إن على الإسرائيليين "مغادرة فلسطين". وأضافت في تصريحها هذا "لا تنسوا أن هؤلاء الناس (الفلسطينيون) يعيشون تحت الاحتلال والأرض أرضهم" مضيفة "بإمكانهم (اليهود) العودة إلى ديارهم في بولندا وألمانيا والولايات المتحدة أو أي مكان آخر". وقدمت هيلين توماس بعد ذلك اعتذارا عن تصريحاتها هذه لكنها قررت التقاعد عقب موجة من الانتقادات. وتوماس من مواليد مدينة ونشستر في ولاية كنتاكي من والدين مهاجرين لبنانيين من مدينة طرابلس. وقالت في أحد تصريحاتها "أشعر بانتماء إلى لبنان. أحس بانتمائي إلى ثقافتين".