لا تكاد تخلو سنوات العقد الماضي من إنجازات دولية للمرأة التونسية في مجال البحث العلمي والابتكار وكان لها حضور بارز في مجال البحث العلمي والابتكار أهّلها إلى رفع راية البلاد عاليا في أكثر المحافل الدولية. حياة العمري إحدى فراشات التونسيات اللاتي صنعن ربيع تألق العنصر النسائي في مجال البحث العلمي في تونس، تم اختيارها مؤخرا ضمن قائمة تضم 100 امرأة عربية الأكثر تأثيرا لسنة 2017 كتتويج لجملة من الألقاب والجوائز التي فازت بها تباعا منذ 2013. هي دكتورة وباحثة في مجال الكيمياء والرئيسة الشرفية للفيدرالية الفرنسية للمخترعين وممثلة تونس للمهندسات العربيات في اتحاد المهندسين العرب وصاحبة الرقم القياسي في الجوائز والميداليات العالمية في مجال البحوث والاختراعات، وهي نائبة الشعب عن حركة النهضة منذ 2014. العمري نموذجا للمرأة التونسية الريفية التي تقطع مع الصورة التقليدية لنساء الريف الكادحات، القادمة من ربوع سيدي بوزيد والمتشبعة بقيم الريف والاصالة. تحدت شتى الصعوبات التي واجهت مسيرتها العلمية، واكراهات الجغرافيا، فكسبت رهان التميز والامتياز على المستوى الدولي في مجال الكيمياء وسط منافسة قوية لدول اوروبية واسياوية لتعطي مثالا للمرأة التونسية الناجحة بصفة خاصة والعربية والافريقية بصفة عامة. أول تتويج تحصلت عليه العمري كان في 21 فيفري 2013 بحصولها على الميدالية الذهبية للفدرالية الاوروبية للمخترعين عند مناقشة رسالة الدكتوراه بحضور رئيس الفدرالية ثم تحصلت يوم 22 فيفري 2013، على الميدالية الذهبية للأولمبياد العالمية للمخترعين باختراع يتمثل في تصفية الحامض الفسفوري من الشوائب وتثمين الفضلات النباتية تم توظيفها لاستعمالات ذات صبغة صناعية كصناعة الأدوية. ثم في أواخر شهر أفريل 2013 تحصلت على الجائزة الكبرى للفدرالية الفرنسية للمخترعين وكانت أول مخترعة عربية وفرنسية تتحصل على هذا التتويج حيث كان مضمون مشاركتها يتمثل في تثمين الفوسفوجيبس وتحويله الى مواد بناء والتقليص من اهدار مادة الحامض الفسفوري به الى جانب الحصول على الميدالية الذهبية خلال مشاركتها في الصالون الدولي للابتكار والتكنولوجيا بفرنسا حيث فازت بجائزتين ذهبيتين لمسابقة كأس أورو فرنسا ثم تتويج ذهبي اخر في اكتوبر 2013. وفي جانفي 2015، تم الإعلان عن تنصيب الباحثة المخترعة التونسية رئيسة شرفية للفدرالية الفرنسية للمخترعين، وأ افت تتويجا اخر لقائمة التتويجات في 2016، حيث تحصلت على على جائزة المهندسة العربيّة المتميّزة لسنة 2016 في البحرين ضمن المسابقة التي نظمها اتحاد المهندسين العرب. تحصلت حياة العمري على الباكالوريا في 2001 في شعبة الرياضيات من المعهد الثانوي بالرقاب. تحصلت بعدها في 2007 على شهادة مهندس وطني في الكيمياء الصناعية من المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في تونس العاصمة. ثم في 2008 على شهادة الماجستير في الكيمياء الصناعية من نفس المعهد، وأخيرا على الدكتوراه في 2013 فيالكيمياء التطبيقية من المعهد ذاته. كانت بين 2011 و2014 مساعدة متعاقدة بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، انتخبت بعد ذلك كنائبة في مجلس نواب الشعب بعد انتخابات 26 أكتوبر 2014 عن النهضة في دائرة سيدي بوزيد الانتخابية.