تتعاضد جهود الاحزاب السياسية في البلاد ، ليس بهدف تطوير العمل الحزبي أو خدمة المصلحة العامة، بقدر ما هو محاولات يائسة لضرب الاحزاب و تحريض الشعب ضدها ، عبر نشر الاشاعات الواهية و الاخبار الملفقة ، و لعل حركة مشروع تونس بقيادة أمينها العام محسن مرزوق من اكثر الاحزاب التي عودتنا على القاء التهم جزافا بهدف تنحية خصم سياسي او القضاء عليه ، و لكن عادة ما ينقلب السحر على الساحر ، و كثيرا ما تنقلب المؤامرات على صاحبها، فيعود ادراجه خاسرا . و يعتبر الأمين العام ل"حركة مشروع تونس" محسن مرزوق أحد أكثر الشخصيات السياسية المثيرة للجدل في الساحة السياسية و بينما يصنفه مناصروه على أنه "زعيم حداثي مناهض للتيارات الرجعية" يرى خصومه ان طموحاته و تعطشه للسلطة سيقضيان على طموحاته المستقبلية . ويقول المحلل عبد الجليل معالي إنه "في خطاب مرزوق لا أثر تقريبا لبرنامج اقتصادي واجتماعي واضح المعالم، وهو أمر تشترك فيه أغلب الشخصيات السياسية في الأحزاب الليبرالية، التي تركز على المقولات الحداثية والدولة المدنية وصون النمط المجتمعي، دون ولوج البرامج الاقتصادية التي تفترض تغييرات كبيرة في المناويل الاقتصادية". و تصدّر محسن مرزوق في السنوات الاخيرة ، المنابر الاعلامية في تونس ، و اعتبر من اكثر الشخصيات السياسية التي نجحت في كسب شعبية في وقت قياسي ، ساعده في ذلك تكوينه الأكاديمي و شخصيته الكاريزماتية و قدرته الفائقة على التطور مع مجريات الامور مطوّعا في ذلك خطابا سياسيا سلسا قلّ ما تشوبه زلات لسان ، و اكتسب الرجل في وقت وجيز شعبية اهلته ليكون رمزا لرموز المعارضة ، و لكن رغم حنكة مرزوق و ذكائه الا ان عطشه للسلطة اعمى بصيرته ليتطور الامر الى قطيعة مع حزب النداء بعد ملاسنة حادة مع حافظ قائد السبسي نجلي الرئيس الباجي قائد السبسي . هذه الخطوات عادت بوابل من الانتقادات على محسن مرزوق وأهمها أن الرجل "مستعد للتضحية بكل مبادئ الماضي في سبيل الوصول إلى مراكز الحكم". و غير بعيد عن شخصية محسن مرزوق فان احمد نجيب الشابي هو الاخر غلبت عليه طموحاته السياسية وسعيه للاطاحة بحزب النهضة على المبادئ و الاهداف التي كانت يرسمها في الماضي القريب ،وكشف أحمد نجيب الشابي رئيس حزب الحركة الديمقراطية في حوار مع جريدة الصباح أنه يسعى عن طريق سياسة مد اليد الى تشكيل كتلة موازنة ومنافسة لحركة النهضة على اعتبار أن الديمقراطية تقوم على التنافس، وانتقد التوافق بين حركتي النهضة ونداء تونس واعتبره مقايضة بين مؤسستين سياسيّتين على أساس تبادل المصالح والالتفاف على نتائج الصندوق. في هذا الشأن، لفت المحلل السياسي محمد بوعود لل"شاهد"، الى أن بعض الاحزاب تعرف جيدا أنها لن تنجح في منافسة حركة النهضة والنداء، بل هي فقط تريد أن تنافس نفسها، وتريد أن تبقى، مشيرا إلى أن بعض الأحزاب لم يبقى منها الا مكتبها السياسي، أو بعضا منه، وأخرى حافظت فقط على أمينها العام.