تحضر الصوفية بشكل جليّ في تونس ، فلا تكاد تخلو مدينة أو بلدة من عديد الأضرحة و الزوايا تحمل أسماء أولياء صالحين إلى حد يصعب على السلطات والباحثين حصر أعدادها. وحتى المناطق الجبلية المطلة مباشرة على البحر تشتهر بتسلق المريدين والزائرين طلبا للبركة أو الفرجة فى مسجد يضم أحد الأضرحة. و تذهب دراسات الى أن الطرق الصوفية يرجع تاريخها فى تونس إلى القرن الثاني عشر الميلادي، أكثرها شهرة وجماهيرية الآن التيجانية والشاذلية والقادرية والعيساوية. وثمة سير للأولياء المتصوفة كأبى الحسن الشاذلى تربط بين تونس ومصر قبل تسعة قرون. وعلى امتداد جغرافية البلد لا تخلو قرية أو مدينة من زاوية لولي يمنحها وفق المعتقد الشعبي بركةً أو يدفع عنها ضراً، فسيدي محرز من خلف سلطان مدينة تونس كما يتوجه المخيال الشعبي التونسي يُعد رمزاً للوسطية والاعتدال حيث تنسب له الرواية التاريخية حرصه على حماية حقوق الأقلية اليهودية من أبناء الحاضرة التونسية, كما تنسب له الرواية الشعبية أيضاً نعمة الأمن والأمان الذي تحياه تونس، غير بعيد عنه يرقد سيدي بن عروس فيما لا يكاد يخلو شارع في المدينة العتيقة من مرقد ولي أو قبر أو زاوية تتعدد الروايات حول صاحبها. معتقد التبس فيه الواقع الديني بالتراث الشعبي فبات يشكّل حالة ثقافية ارتبطت بحياة التونسيين اليومية. و يبلغ عدد الصوفيين في تونس اكثر من 2 مليون بكامل تراب الجمهورية وهو عدد هام يغري السياسيين ، و تعدّ مجموعة الطريقة الاسماعيلية من أكثر الجماعات الصوفية انتشارا في البلاد ، إذ تضم 80 ألف شخص وتوجد بتوزر في الجنوب التونسي ومجموعة الطريقة القاسمية وتضم اكثر من 250 ألف شخص وهي مرتكزة أساسا بجهة الرديف". و الطرق الصوفية كثيرة في تونس، منها طرق وافدة، وأخرى ناشئة محليا، ومنها طرق تفرعت عن طرق أخرى. * الطريقة القادرية: نسبة إلى الشيخ عبدالقادر الجيلاني (470ه -561ه). * الطريقة الشاذلية: نسبة إلى مؤسسها أبي الحسن الشاذلي (593ه – 656ه) – (1197م-1258م). * الطريقة التيجانية: تنسب إلى مؤسسها الشيخ أحمد التيجاني. وكان أول من أدخلها لتونس سيدي إبراهيم الرياحي الفقيه العلامة (1180-1266ه). * الطريقة العروسية: نسبة إلى الولي الصالح أحمد بن عروس (778ه – 868ه). ولها امتداد بتونس وليبيا. * الطريقة العيساوية: نسبة إلى الشيخ محمد بن عيسى المغربي الحسني دفين مكناس. ولهذه الطريقة منتسبون في كامل المغرب العربي. * الطريقة المدنية: متفرعة عن العلاوية الشاذلية، تنسب إلى الشيخ محمد المدني. وهي طريقة منتشرة جدا بفرعيها (الإسماعيلية ثم القاسمية المتفرعة عنها). * الطريقة القاسمية: نسبة إلى الشيخ بلقاسم بلخيري، وهي اليوم وفق الإحصائيات أكثر طريقة منتشرة في تونس ولها أكثر من 400 زاوية وما يقارب 250 ألف مريد. * هنالك طرق أخرى كالطريقة الرحمانية الخلوتية والبرهانية الدسوقية نسبة إلى الشيخ إبراهيم الدسوقي.