انطلقت في الايام الأخيرة مساعٍ محتشمة لحركة نداء تونس في محاولة لرتق "الشقوق" والدفع لعودة المنشقين إلى خيمة النداء عسى أن يعود الحزب الى قوته وجماهيريته قبل الفوز في انتخابات 2014 ، فيما يؤكد مراقبون أنّ اي مساع للنداء للنهوض من جديد ستُكلّل بالفشل ، خاصة و أنّ الحزب خسر مؤخرا وزنه السياسي وثقة قواعده فيه بسبب الصراعات الداخلية و بسبب تضارب مواقفه و بالتالي اي محاولة لاعادة الاصطفاف ستبوءُ بالفشل لأنّ الهدف بات ضبابيا ، على حد قول الخبراء في المجال السياسي . و عرفت الساحة السياسية التونسية في الآونة الأخيرة أحداث متسارعة من شأنها أن تؤدي إلى إعادة تشكل المشهد السياسي خاصة و ان نداء تونس بدأ رحلة البحث عن تموضع جديد على اثر اعلانه فك الارتباط مع حركة النهضة ، آملا من خلال ذلك استرجاع شعاراته التي تأسّس عليها وحاولت أحزاب أخرى "سرقتها منه"، إضافة إلى تقوية الحزب واستعادة الشخصيات التي كانت معه وغادرته إلى أحزاب أخرى. و كشفت المصادر عن وجود نقاشات مهمة مع أكثر من حزب متفرّع من "النداء" وشخصيات ونواب كانوا غادروا الحزب (بني وطني، تونس أولاً، الكتلة الوطنية، المستقبل)، فيما تدور النقاشات الأهم مع حركة "مشروع تونس" ومؤسسها محسن مرزوق، الذي كان مدير الديوان الرئاسي ومدير حملة الرئيس، الباجي قائد السبسي، وأمين عام "نداء تونس" سابقا. وأكّدت المصادر وجود هذه الاتصالات والمفاوضات منذ فترة، مشيرة إلى أنّ مرزوق "ليس لديه اعتراض على المبدأ، ولكن بقي أن يتضح دوره وموقعه داخل الحزب وداخل المشهد السياسي ككل في المرحلة المقبلة". وفي هذا السياق، قالت مصادر مقربة من "النداء"، إن الحزب "قد يشهد تغييرات مهمة في هيكلة وأسلوب القيادة في المرحلة المقبلة، مما يتيح الحدّ من سلطات حافظ من ناحية، ويعيد تشكيل الإدارة الجماعية ويمنح أدوارا واضحة للعائدين من الشخصيات الاعتبارية داخل الحزب، من ناحية أخرى". يذكر أن عدة قيادات داخل نداء تونس، وجهت سابقا نداءات الى رئيس حزب مشروع تونس للعودة مجددا الى أحضان النداء منها، المكلف بالملف السياسي في الحركة برهان بسيس الذي وجه حال التحاقه بالحزب دعوة مفتوحة لمحسن مرزوق للعودة لنداء تونس. كما أكد الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس عبد العزيز القطي في تصريحات سابقة أنه في صورة رغب منسق حركة مشروع تونس محسن مرزوق في العودة إلى النداء، ستكون أبواب الحركة مفتوحة، مشيرا الى أن عددا من المنشقين من الحركة عبروا عن رغبتهم في العودة إلى الحزب. و تداولت مواقع اعلامية معطيات تفيد بإمكانية التحاق الوزيرين المستقيلين منه، وهم كل من فوزي عبد الرحمان ورياض المؤخر بحركة نداء تونس، وأنه من الممكن ان يعلنان انضمامها للحركة في الساعات القليلة القادمة إضافة إلى وزير ثالث لم تذكر اسمه. هذا و شهد حزب نداء تونس منذ فوزه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية لسنة 2014، عدة نزاعات داخلية فضلا عن العديد من الاستقالات في صفوف مديريه التنفيذيين و لا يزال هذا الحزب يعيش على وقع الصراعات مخلفا وراءه ازمات عرفت "بأزمات الشقوق".