التونسية (تونس) علمت «التونسية» من مصادر قيادية موثوقة من حركة «نداء تونس» أن مشاورات حثيثة انطلقت منذ فترة في تونس وخارجها بين الأمين العام المستقيل من «نداء تونس» محسن مرزوق وعدة شخصيات وطنية من بينها رئيس الحكومة الأسبق المهدي جمعة ووجوه تجمّعية ودستورية بهدف الانضمام إلى حزب «نداء تونس» الجديد المنتظر الإعلان عنه خلال أيام والذي يضم القيادات المنشقة عن الحزب وعلى رأسها مرزوق. وأكدت مصادر «التونسية» أن المشاورات الجارية بين القيادات الندائية المنسلخة والشخصيات الوطنية المشار إليها وعددها يفوق الخمس تمحورت حول الطرحين السياسي والوطني للحزب الجديد في علاقة بمبادئ المشروع التأسيسي لحركة «نداء تونس» القائم أساسا على المشروع البورقيبي والحفاظ على الهوية والمكاسب التونسية. ولعل ما يؤكد صحة ما تنفرد به «التونسية» حول نية المهدي جمعة العودة إلى الحياة السياسية عبر مشروع سياسي مشترك مع مرزوق ما كتبه جمعة نفسه في تدوينة له على الشبكة العنكبوتية بمناسبة السنة الميلادية الجديدة منذ أيام أكد فيها رجوعه إلى عالم السياسة. وتابعت مصادرنا بأن خبراء اقتصاد وعلوم سياسية واجتماع وعلاقات ديبلوماسية شرعوا في إعداد البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي للحزب الجديد لمحسن مرزوق والمنضمين إليه, موضحة أن حزب المنشقين عن «نداء تونس» سيطرح بديلا حقيقيا للحركة الأم خاصة بعد أن حاد «النداء» الحالي عن الأسس والتوجّهات التي سوّق لها خلال حملته الانتخابية وفق نفس المصادر. وأضافت ذات الجهة أن الحزب الجديد الذي من المنتظر الإعلان عنه خلال أسبوع يتموقع ضمن المشروع التأسيسي الأول للنداء قبل أن يتم الحياد عنه بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية الفارطة بالتحالف مع حركة النهضة وغيرها من المسائل التي تثير امتعاض وعدم رضى الغاضبين. مصادر «التونسية» كشفت كذلك أن يوم الإثنين المقبل سيتم إيداع مطلب الترخيص القانوني لتأسيس حزب «نداء تونس الجديد» بوزارة الداخلية علما أن هناك تسمية أخرى مطروحة للحزب وهي «بناء تونس», لينطلق النواب المنشقون من «نداء تونس» رسميا وفي نفس اليوم في عملهم البرلماني ككتلة مستقلة تماما عن الحزب الأم. أما بالنسبة للعدد النهائي للنوّاب المنشقين نهائيا عن «النداء» والذين سيكوّنون كتلتهم النيابية المستقلة فقد أكدت مصادرنا أنه بين 17 و20 وأن هذا العدد مرشح للارتفاع, موضحة أن تأخير هؤلاء الإعلان عن استقالاتهم ناتج عن اختلافات حول التوقيت لا غير, وأن نهاية الأسبوع الجاري ستشهد الإعلان عن القائمة النهائية للمنسلخيين. و بخصوص وجود تباينات في المواقف بين مجموعة ال31 حول منصب الأمانة العامة, قالت مصادرنا إن هذا الموضوع لم يطرح بعد إلى حدود الساعة نظرا لأن الاهتمام الأول للندائيين المنشقّين ينصبّ على إعداد البرنامج السياسي للحزب الجديد وبلورة واقع وآفاق تموقع كتلتهم البرلمانية المستقلة التي ستشرع في عملها يوم الإثنين القادم. و لاحظت مصادرنا تغيب القيادي ب«نداء تونس» الأزهر العكرمي عن ماراطون المشاورات الجارية بين شقّ مرزوق وعدد من الشخصيات الوطنية حول تشكيل الحزب الجديد, مضيفة أن العكرمي قد يلتحق بحزب «المسار الديمقراطي الاجتماعي».