من أصول العمل السياسي ان الاحزاب تستمد قوتها من مخططاتها وبرامجها، لكن منطق الاحزاب المعارضة في تونس اختلف لتتحول المعارضة لظاهرة صوتية أكثر من كونها احزاب تتمتع ببرامح بديلة ، فيما يؤكد مراقبون ان نفس هذه الأحزاب تفتقر لمفهوم الثقافة الحزبية و ما تفرضه الأخيرة من أبجديات العمل من حيث تماديها في التهجم على الحكومة دون عرض برامج أو أفكار بديلة ، فلا تجدي نفعا ان تواجدت في الحكومة و لا تضفي قيمة ان تموقعت في المعارضة ، و بين هذا و ذاك تحدث هذه الأحزاب جلبة بلا معنى ، متخذة دور الآمر و الناهي و الناقد و المعارضة دون أدنى مسؤولية تذكر . و يلاحظ خبراء في الشأن السياسي ، ان معضلة تونس تتمثل في الانتهازية السياسية ومراهنة البعض على الشعبوية السياسية وابتزاز مؤسسات الدولة على الرغم من أنها هي التي رعت العملية السياسية الديمقراطية ، و لا نستثن في هذا حزب افاق تونس الذي ما فتئ ينشر في البيانات " الغاضبة" و "الساخطة". وجدد حزب آفاق تونس التّأكيد على أنه اختار ، بعد سبع سنوات من الثورة، مقاطعة المنظومة السياسية الحالية التي إنتهجت طريقا سياسيا أثبت فشله. و اعتبر افاق تونس في بيان نشره يوم الاحد المنقضي أنّ الاحتفال السابع للثورة يتزامن مع تعطل المسار الد҅يمقراطي وتفاقم الأزمة الإقتصادية والسياسية نتيجة التحالفات المغشوشة والفشل الذريع للمنظومة السياسية في تجاوز الأزمات الاقتصادية". و أكد الحزب على "ان الحكومة فشلت في تحقيق إصلاحات كبرى للإقتصاد والإنكباب بجدية على مقاومة الفساد والتهريب والإقتصاد الموازي وخلق الآليات الكفيلة بدفع الإستثمار وتحفيز المؤسسات وتحسين مستوى العيش للمواطن". و يرى مراقبون أنّ تحميل الشاهد مسؤولية الأزمة يستبطن سعي عدد من الأحزاب إلى تغطية فشلها في كسب ثقة التونسيين وفشلها أيضا في تقديم برامج بديلة او منافسة لبرنامج الحكومة في محاولة تهدف إلى جر الراي العام إلى خطابها خاصة وأن البلاد قادمة على استحقاقات انتخابية هامة. الامين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق اعلن هو الآخر انه لن يحضر مستقبلا اجتماعات الموقعين على وثيقة قرطاج نافيا عنها اي دور لتقديم حلول للازمة التي تعيش على وقعها البلاد باعتبار انها تُعقد بهدف "التقاط صور للاعلام" . واشار مرزوق الى أن الحزب من هنا فصاعدا سيقول الحقائق للشعب مشددا على ان التغيير يجب ان يكون جذريا "بالافعال" وانطلاقا من الان . واعتبر ان البلاد في حاجة الى ما أسماه ب "تصحيح المسار" والانتهاء من سياسة "العلاج بالمسكنات وحق المورفين" على حد تعبيره . وابرز المتحدث ان الطبقة السياسية تعيش في قطيعة مع الشعب تُذكر بفترة ديسمبر 2010 في اشارة الي امكانية قيام ثورة جديدة