مرور سبع سنوات على الثورة وإجراء ثلاث جولات انتخابية كان كافياً لذوي الدراية السياسية لإدراك أن البنية الحزبية في تونس وحالة التشتت التنظيمي قد أفضت إلى غير المقصود منها، بعد أن بات تبادل الاتهامات في التصريحات الاعلامية للخصوم السياسيين ظاهرة عادية حتى أن قيادات نفس الحزب التي تتشارك في نفس الافكار أصبحت تتبادل تصريحات تنتقد أعمال بعضها وتموقعها، وحتى تعاطيها مع القضايا المفترض انها تتقاسم مسؤوليتها. هذا وتسود حالة قصوى من التوتر حزب افاق تونس الذي اقترب من عين العاصفة بتبادل رئيسه وأعضائه الاتهامات والتصريحات المنتقدة، حيث قال رئيس حزب آفاق تونس ياسين ابراهيم أن بعض القياديين في الحزب خاصة بعض النواب قاموا "بحملة مشخصنة ضده لأن مؤسسات الحزب اتخذت قرارات لم تعجبهم". وأشار، خلال استضافته في برنامج "الماتينال" على "شمس اف ام" الخميس 18 جانفي 2018، أن لديه أمل بأن أبناء الحزب الذين منحت لهم مسؤوليات واختاروا طريقا أخرى "يرجعلهم شاهد العقل" ويعودون إلى الخط السياسي للحزب. وأضاف ابراهيم أنه على يقين بأن المؤسسات تظل الركيزة الأساسية للأحزاب وهي التي تبني الديمقراطية داخل الأحزاب و"ياسين ابراهيم لن يدوم على رئاسة آفاق تونس مهما كانت التصورات". وأفاد رئيس حزب آفاق تونس، ياسين إبراهيم، أيضا في تصريح لقناة نسمة الثلاثاء 17 جانفي 2018، بأن قرار الخروج من الحكومة والانسحاب من وثيقة قرطاج قرار صعب وتم اتخاذه بالتشاور مع قيادات الحزب". وأشار إلى أن قرار الانسحاب من وثيقة قرطاج استمر النقاش حوله لمدة 8 أشهر مع أعضاء الحزب وقياداته. وأكّد ياسين إبراهيم أن حزبه حاول الإصلاح لكنه وصل إلى ‘لخبطة' ودخل في زوبعة، لا تعني أنه ضعيف أو يعيش أزمة، متابعا "لجأنا بعدها إلى عقد مجلس وطني تقييمي للحزب ولموقعنا السياسي وتحديد خطنا السياسي مع المنافسين". وكان النائب عن افاق تونس أنور العذار قد أكد في تصريح خص به "الشاهد"، قبل استقالته من الحزب أن "ميليشيا رئيس الحزب ياسين ابراهيم، تعدّوا على حرية رئيس المكتب السياسي كريم الهلالي، وعلى صلاحياته، لفرض القرارت التي أعلنها بالقوة، معتبرا ذلك تعدّ على حرمته الشخصية. وأفاد بأن استقالة الهلالي من الحزب جاءت على خلفية القرارات الاحادية التي اتخذها ابراهيم بطرد ممثلي الحزب في الحكومة، وهو ما يتعارض مع برنامج المكتب السياسي للحزب، وشدد على ان ابراهيم أصبح شخصا غير مرغوب فيه في الحزب. محدث "الشاهد" أضاف أيضا أن ابراهيم أصبح يتخذ قرارت بالدخول والخروج من الاتفاقيات والتحالفات السياسية ومن الحكومة دون استشارة هياكل الحزب، حتى أنه لم يوضح أسباب ولا أهداف ولا غايات قراراته الاحادية، مشيرا الى ان أعضاء الحزب عجزوا عن فهم سياسة ياسين ابراهيم منذ حوالي 8 أشهر، بعد أن أصبح يتنقل بين التحالفات. هذا وأشار إلى وجود ديكتاتورية غير معلنة داخل آفاق تونس يمارسها ياسين ابراهيم على بقية القيادات، مشددا على أنرئيس الحزب ياسين ابراهيم عندما كان وزيرا، كان يصر على أن يقع تمرير قانون المالية حتى ولو في صورة عدم موافقة النواب على ذلك بدعوى عدم الإضرار بالحكومة وبالبلاد، مشيرا أنه فيما يتعلق بقانون المالية 2018 أصبح الأمر مختلفا وأجبر ياسين ابراهيم النواب على معارضة القانون وعدم التصويت له وهو ما تسبب في الإنقسام على التصويت. كما تبرأ الحزب في سياق اخر، مما صدر من عبارات جارحة عن النائبة بمجلس نواب الشعب هاجر بن الشيخ أحمد وعضو المكتب السياسي للحزب، فاتن القلال حول الأطباء الذين إختاروا مواصلة تكوينهم أو عملهم خارج أرض الوطن. وأوضح الحزب في بيان للرأي العام، أن ما جاء في وجهة نظرهما بخصوص الأطباء كان تعبيرا عن مواقفهما الشخصية خاصّة وأنّهما علّقتا عضويتهما بالحزب، وأن تعليقاتهما التي صدرت على شبكة التواصل الإجتماعي لا تمثل مواقف ورؤية آفاق تونس المعروفة بتثمين الكفاءات العلمية سواء داخل الوطن أو خارجه.