سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من "دافوس" الغنوشي يوجّه رسالة إلى التونسيين: ""عليكم أن تفخروا ببلدكم و بثورتكم التي جعلت دولة صغيرة كتونس تفتكّ مكانتها في هذا العالم الكبير وجعلت منها منارة في كلّ المنطقة"
جدل واسع طفح خلال الأيام القليلة الماضية حول مشاركة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في منتدى دافوس ، بالرغم من أنها تعدّ مشاركته الرابعة فيه وليست بالأمر المستجدّ بالنسبة إليه، وقد تعزّز هذا الجدل بتغيّب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عن المنتدى سيما وأن رئاسة الجمهورية كانت قد أعلنت منذ 3 جانفي الجاري أن السبسي سيشارك في المنتدى، وقد عوّضه وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي ليمثّل تونس بشكل رسمي .. كما اختلقت بعض المواقع الإعلامية بلبلة حول "المبالغ المالية" الضخمة التي ضخها الغنوشي للمشاركة في هذا المنتدى على غرار موقع "أنباء تونس"، و روّجت مواقع أخرى خبرا حول تجاوز الغنوشي لصلاحياته و تحركاته لبعث قنصلية تونسية في إقليم كردستان على غرار موقع "الجريدة". وحول جملة هذه النقاط التي افتعلتها مجموعة من الوسائل الإعلامية ، تحدّث رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ، في تصريح لإذاعة اكسبراس اف ام الجمعة 26 جانفي 2018 ، و أماط الغشاوة عن كلّ المسائل التي أثارت الجدل. وأكد الغنوشي ، في نقطة أولى، أنه "على الصعيد الرسمي، تونس ممثلة في الدورة 48 لمنتدى دافوس بوزير شؤونها الخارجية خميس الجهيناوي"، متابعا أن "تونس كانت ستكون ممثلة من طرف رئيس جمهوريتها الباجي قائد السبسي الذي ترك غيابه فراغا كبيرا في المنتدى" ، وفق تقديره. أما على الصعيد غير الرسمي والشعبي، فأفاد راشد الغنوشي بأن " تونس ممثلة من طرف رجال أعمال تونسيين، وعدد من المفكرين والسياسيين، على اعتبار أن منتدى دافوس يجمع رجال الأعمال ورؤساء الشركات والبنوك ورؤساء دول ورؤساء وزراء ورجال الدين وغيرهم من الشخصيات الهامّة دوليّا ، حيث يقع، في كلّ عام، طرح مواضيع وإشكاليات على مستوى العالم ، يتم تناولها وتسليط الضوء عليها من زوايا أخلاقية، دينية ، سياسية، اقتصادية، اجتماعية، جغرافية..إلخ". هذا وذكر رئيس حركة النهضة أن قد تلقى "دعوة للمرة الرابعة للمشاركة في منتدى دافوس كضيف شرف للمساهمة في النقاش، إذ تقوم مؤسسة دافوس بتوجيه دعوات إلى المفكرين والباحثين ورجال الدين للمشاركة في النقاشات وإضفاء دعم وإضافة من خلال فكرهم ، وهي التي تتكفل بدفع مبلغ مشاركتهم باعتبارهم ضيوف شرف". وتابع الغنوشي القول : "شاركت في عدة ندوات فكرية ودينية ؛ على سبيل المثال : شاركت في ندوة حول "علاقة السياسة بالأخلاق" و"علاقة السياسة بالعواطف والمشاعر"، كما شاركت في ندوة تناولت "الواقع العربي والفلسطيني" . هذا وقد قابل رئيس النهضة مختلف رؤساء الوزراء والمسؤولين ورؤساء بنوك وشركات كبرى في إطار التعبئة من أجل خدمة الاستثمار في تونس ودعوة هذه البنوك والشركات للاستثمار في تونس، مشيرا إلى أن هذه المسألة هي ما جمعته برئيس وزراء العراق وممثلي كردستان ، لأهمية الافاق الاقتصادية التي تضمها منطقة العراق ، سيّما أن حجم التبادل بين تونسوالعراق قبل الثورة كان يقدّر ب3 مليار دولار بينما اليوم لا يتجاوز بضعة ملايين ، وهو ما يدفعنا الى التفكير في ضرورة إرجاع هذه العلاقة الاقتصادية إلى سابق عهدها خاصة وقد تخلصت العراق اليوم من تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي داعش، حسب تقديره. كما شدد على أن هناك آفاق كبيرة في هذا المنتدى للدعوة لتعبئة مستثمرين ورؤساء بنوك وشركات كبرى ، ولتعزيز العلاقات بين تونس ومختلف البلدان ، مما من شأنه أن ينهض باقتصاد البلاد . وبخصوص الأنباء التي راجت حول تجاوز الغنوشي لدوره من خلال الحديث عن فتح قنصلية تونسية في اقليم كردستان، أكد "أنا رئيس حزب سياسي و لست رئيس الدبلوماسية التونسية " مضيفا : "الدبلوماسية التونسية يمثلها وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، وكلّ طرفٍ مهتمّ بدوره ، وليس من صلوحياتي الحديث عن فتح القنصليات". وأضاف الغنوشي في سياق متصل : "في عالم عربي ‘يحترق'، تونس برزت ، في منتدى دافوس، "مشرقة" "مستنيرة" خلقت أملاً في أن العالم العربي من الممكن أن يسير في طريق الديمقراطية . وكلّ تونسي شارك في منتدى دافوس، شعر بالفخر بانتمائه الى تونس التي دخلت عصر الديمقراطية والاقتصاد الحر والمبادرات، لذلك ليس أمامنا إلّا أن نوظّف هذه الصورة الجميلة لتونس من أجل التغلب على الصعوبات الاقتصادية" . ودعا الغنوشي، في ختام حديثه، التونسيين إلى أن "يفخروا ببلدهم و بثورتهم التي جعلت دولة صغيرة كتونس تفتكّ مكانتها في هذا العالم الكبير ، وجعلت منها منارة في كلّ المنطقة، لذلك يجب الحفاظ على هذا المكسب بتدعيمه بتنمية حقيقية وبمكاسب اقتصادية وسياسية ، وكلّ ذلك متاح إذا أحسنّا توظيف سمعتنا وعلاقاتنا الدولية".