نفى رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي ما روجته بعض وسائل الإعلام حول دعوته لافتتاح قنصلية في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق خلال مشاركته في منتدى «دافوس» الاقتصادي العالمي، وأشار إلى أنه يشارك في المنتدى كمفكر ورئيس حزب وليس كممثل لتونس، منتقدا غياب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. وكانت بعض وسائل الإعلام أشارت إلى أن الغنوشي دعا خلال لقائه مع رئيس حكومة كردستان نيجيرفان بارزاني إلى افتتاح قنصلية تونسية في أربيل، مشددا على أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إقليم كردستان وتونس. وعلق الغنوشي على ذلك بقوله «أنا هنا كرئيس حزب وليس كرئيس أو ممثل للدبلوماسية التونسي، التي يمثلها الآن وزير الخارجية خميّس الجهيناوي، وبالتالي لا يمكن أن أتحدث باسم تونس، فهذا الأمر موكل لوزير الخارجية، وليس هناك تنافس في الأدوار معه». كما انتقد غياب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، مشيرا إلى أن تونس كان يفترض أن تكون ممثلة من طرف رئيس جمهوريتها «الذي ترك غيابه فراغا كبيرا في المنتدى». وأضاف «تلقيت للمرة الرابعة دعوة للمشاركة في منتدى دافوس كضيف شرف للمساهمة في النقاش، إذ تقوم مؤسسة دافوس بتوجيه دعوات إلى المفكرين والباحثين للمشاركة في النقاشات وإضفاء دعم وإضافة من خلال فكرهم، وهي التي تتكفل بدفع مبلغ مشاركتهم باعتبارهم ضيوف شرف». وتابع الغنوشي بحسب ما نقلت صحيفة القدس العربي «شاركت في عدة ندوات فكرية في المؤتمر (كما) قابلت مختلف رؤساء الوزراء والمسؤولين ورؤساء بنوك وشركات كبرى، في إطار التعبئة من أجل خدمة الاستثمار في تونس ودعوة هذه البنوك والشركات للاستثمار فيها، وهو ما جمعني ورئيس وزراء العراق وممثلي كردستان، نظرا لأهمية الآفاق الاقتصادية التي تضمها منطقة العراق، لاسيّما أن حجم التبادل بين تونسوالعراق قبل الثورة كان يقدّر ب 3 مليارات دولار بينما اليوم لا يتجاوز بضعة ملايين، وهذا ما يدفعنا الى التفكير في ضرورة إرجاع هذه العلاقة الاقتصادية إلى سابق عهدها خاصة وقد تخلصت العراق اليوم من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي». وكان الدبلوماسي والسفير السابق، محمد الحصايري وصف لقاءات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في منتدى دافوس، في ظل غياب رئيس الجمهورية ب"الديبلوماسية الشعبية"، داعيا إلى وضع آليات الدبلوماسية التونسية حتى تتكلم تونس "بصوت واحد". و قال الحصايري ،إن مشاركة راشد الغنوشي وخوضه في مواقف تونس من عدة قضايا عربية وإقليمية خلال أشغال مؤتمر دافوس التي تجرى هذه الأيام، يعد تشويشا على السياسة الخارجية التونسية الرسمية. ودعا السفير السابق، رئيس الجمهورية بما أنه المسؤول على العلاقات الخارجية للبلاد، إلى إيجاد آلية لتنظيم أي تحرك على الساحة الخارجية من طرف الأحزاب أو أطراف أخرى تونسية، ضرورة أن يكون في إطار التنسيق مع الجهات الرسمية، حتى لا يكون هناك تضارب في المواقف أو تكون هناك مواقف سابقة لأوانها أو متأخرة، وفق تعبيره.