تتفق جميع الأوساط السياسية والبرلمانية على أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتونس، تحمل دلالات سياسية بالغة الأهمية على الصعيدين الثنائي والإقليمي، إلى جانب أبعادها الاقتصادية والتجارية والثقافية. لكنها تلفت إلى أن تونس لم تعد تحتاج النصائح السياسية ودروس التسيير الديمقراطي بقدر حاجتها إلى الدعم المادي الملموس للخروج من أزماتها. و قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي معلّقا على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تونس "إن بلادنا سئمت الوعود.. ومن يريد مساعدتها حقّا ومساندتها في انتقالها الديمقراطي فليُعفها من ديونها". وأضاف الطبوبي في تصريح إعلامي على هامش حضوره يوم الخميس 1 فيفري 2018 الملتقى السنوي الثاني للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه "يجب على فرنسا شطب ديون تونس، حتى تكفّر عن استعمارها وعن الخيرات التي نهبتها من تونس"، معتبرا أن هذا القرار "يتطلب جرأة سياسية حقيقية". وأكد الطبوبي أن تونس ستعود إلى مدارها الطبيعي بفضل وحدة شعبها رغم اختلاف التصوّرات. من جانهبا ، تطرّقت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية في عددها الصادر يوم الأربعاء 31 جانفي 2018 إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تونس. وتحت عنوان "خطوات ماكرون الأولى تُخيّب آمال التونسيين" أشارت الصحيفة إلى أنّ السلطات التونسية كانت تأمل في أن يُعلن ماكرون عن قرارات وإجراءات أهمّ لفائدة تونس تتعدّى مجرّد الاتفاقيات الموقّعة أمس الأربعاء بحضور الرئيسين والتي تضمّنت خصوصا إنشاء جامعة تونسية – فرنسية وبعث صندوق ب50 مليون أورو لمساعدة المؤسسات وملحق اتفاق حول تحويل ديون تونسلفرنسا إلى مشاريع تنموية بلا أيّة أرقام محدّدة. وأضافت الصحيفة ان ماكرون دعا خلال حملته الانتخابية التي قادته إلى قصر الإيليزي إلى خفض ديون تونسلفرنسا التي تبلغ 800 مليون أورو، مشيرة إلى أنّه في ظلّ دين خارجي يناهز 70% من الناتج الداخلي الخام إضافة إلى تضاعف حجم سداد الديون الخارجية مقارنة بسنة 2016 لا يُنتظر ان تمثّل دعوة ماكرون أكثر من إعلان نوايا وجرعة أوكسيجين محدودة التأثير. وعرّجت "ليبيراسيون" على الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها تونس لافتة الى اتّهام عديد المتظاهرين صندوق النقد الدولي ومن ورائه فرنسا بإجبار الحكومة التونسية على انتهاج سياسة تقشّف والتسبّب في غلاء المعيشة. وبخصوص التكنولوجيات الرقمية نقلت الصحيفة عن مدير شركة خاصة عاملة بالقطاع أن المستثمرين التونسيين الشبان ينتظرون من الملتقى الاقتصادي التونسي-الفرنسي الذي ينتظم اليوم الخميس بعث صندوق ب200 مليون دينار (67.5 مليون أورو) لدعم المؤسسات التونسية العاملة بالقطاع المذكور. أما موضوع الحريات بتونس فقد وصفته الصحيفة ب"الدقيق والخطير" مذكّرة بموت أحد المتظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة على الزيادة في الأسعار والضرائب وبإيقاف أكثر من 900 شخص بتهمة التخريب. ونقلت "ليبيراسيون" تأكيد منظمات المجتمع المدني بتونس حصول إيقافات تعسفية مصحوبة بسوء معاملة مشيرة إلى أنه بينما يُدين الكثير من التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي "الاستعمار الجديد" ينتظر البقية خطاب ماكرون أمام مجلس نواب الشعب لعلّه يمحو خيبة يوم أمس الأربعاء على حدّ تعبيرها. يشار إلى أن ماكرون كان قد وصل أمس الاربعاء إلى تونس في زيارة دولة يؤديها إلى تونس وألقى اليوم خطابا أمام نواب البرلمان بعد لقاء جمعه أمس برئيسي الجمهورية والحكومة.