تعزى التقلبات التي طرأت على المشهد السياسي التونسي في الأشهر الأخيرة إلى المعركة المحتدمة بين مختلف الأطراف قبيل الانتخابات البلدية المقرر تاريخها في 06 ماي من السنة الحالية . و تعتبر الانتخابات البلدية القادمة أول انتخابات بلدية حرة وشفافة، حيث لم يكن بالإمكان قبل الثورة حصول انتخابات تستجيب لكل المقاييس الديمقراطية وبالتالي هي أول انتخابات بلدية حقيقية بعد الاستقلال. و لئن بدأت بعض الأحزاب في بسط إستراتيجياتها ، إستعدادا " للحرب الإنتخابية " إلاّ أن أحزابا أخرى إرتأت ان موعد الانتخابات غير مناسب و لا يتلاءم مع الظرف الحالي ، داعية في ذات السياق الى ضرورة التأجيل. و نشر القيادي بحركة مشروع تونس فوزي اليوسفي تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" يطالب فيها بتأجيل الانتخابات البلدية التي تشارف على الانطلاق في ماي المقبل . و نشر فوزي اليوسفي ما يلي: أنا مواطن تونسي لي رأي ربما يشاركني فيه الكثير من التونسيين من حقنا الإدلاء به ولكم سديد النظر . سيدي الرئيس : تونس اليوم ليست في حاجة لانتخابات بلدية و ليست في حاجة الى معارك داخل المجالس المحلية مثل ماهو حاصل اليوم في البرلمان . بل في حاجة لمزيد من الوقت لإرساء مناخ الوحدة الوطنية و الاستقرار و تلطٌف أجواء التعايش السلمي بين كل التونسيين . واني ادعو سيادتكم بصفتكم رئيس كل التونسيين الى تأجيل الانتخابات البلدية لعدة أسباب أذكر لكم منها ما يلي : _ 1) البلاد ليست مؤهلة لخوض تجربة جديدة دون حسن الاستعداد إليها. _ 2)عدم وجود القوانين الدستورية و الاوامر التفصيلة الخاصة بالباب السابع من الدستور . _3)الانتخابات بهذه الطريقة تضرب الوحدة الوطنية حيث تتيح للاقاليم القيام باستفتاء ملزم للدولة يسمح بالانفصال عنها (تجزئة المُجزأ و تفتيت المُفتت) _4)الانتخابات بهذه الطريقة تكرس حكم العائلة او القبيلة حيث يسمح بالتواجد داخل المجلس الاب و الزوجة و الاخ و البنت ….و يدخلون من خلال تواجدهم في قوائم مختلفة . _5) القانون الانتخابي الحالي يسمح بترشح الارهابيين و ذوي السوابق … _7) الفصل القاضي بتفرغ رؤساء المجالس و الامتيازات الكبيرة الممنوحة لهم لاعضائهم تجدنا في سباق محموم للوظفية و ليس لخدمة المصلحة العامة و الوطن . _8) هذا إضافة الى ان مقر المجلس الاعلى للجماعات المحلية لم يقع تحديد مكانه بعد . سيادة الرئيس تونس اليوم على عتبة و الفقر و الإرهاب فالرجاء أخذ الاحتياطات اللازمة للأمر . اقول قولي هذا و انا لا انتمي رسميا لاي جهة سياسية ولا اريد ان انتمي إلا لتونس و تونس فقط . فوزي يوسفي ناشط بالمجتمع المدني و المستشار بالعلاقات الديبلوماسية. يُذكر أنّ الامين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق اكد ، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء على هامش اجتماع عام لحزبه،يوم27 جانفي2018 ، بمدينة البقالطة من ولاية المنستير، أنّ حزبه مستعد للانتخابات البلدية منذ "مارس الفارط"، مضيفًا أن "الحركة ستتقدَّم إلى هذه الانتخابات ضمن قائمات الائتلاف المدني المتواجد على مستوى 50 بلدية وضمن قوائم باسم مشروع تونس، كما ستدعم قائمات مستقلة". ويرى البعض من المتابعين للمشهد السياسي التونسي أن الأحزاب تعطي لهذه الانتخابات اعتبارا خاصا وأن الأحزاب المرشحة أكثر من غيرها للفوز بهذا الاستحقاق على غرار النداء والنهضة ، ويرى البعض الآخر أن الاحزاب التي لم تشكل قائماتها اليوم لن تقدر علي تشكيلها حتي في 2026 و مطالبها لا تعدّ سوى مساع عقيمة لتعطيل المسار الانتقالي. وتلعب الانتخابات البلدية دورا مهمّا في استكمال الانتقال الديمقراطي ومزيد انجاح التجربة التونسية والتي تختلف عن مختلف تجارب دول الربيع العربي. وتعود آخر انتخابات بلدية أجريت في تونس إلى عام 2010 قبل أشهر سقوط حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في 14 جانفي 2011 اثر احتجاجات شعبية. و بحسب الهيئة الانتخابية ، فقد كلف تأجيل الانتخابات البلدية البلاد مصاريف اضافية ب5 مليارات على الأقل.