تحيل تطورات المشهد السياسي خلال الاشهر الأخيرة، إلى ان نداء تونس بدأ يشعر بالخطر، بعد أن فقد أغلب قياداته، وخسر معها قاعدته الشعبية في الجهات، فضلا عن فك ارتباطه مع شريكه في الحكم (حركة النهضة)، وهو ما يدفعه الى تكثيف نشاطاته الانتخابية تحضيرا للاستحقاق البلدي، في ظل مخاوف من أن يكتب نهايته. تخوفات الحركة وصلت حد لعب دور الضحية واتقانها، حيث كشف رئيس اللجنة الإنتخابية لحركة نداء تونس انيس غديرة أن الحركة قدمت منذ يوم الخميس 15 فيفري ، تاريخ فتح باب الترشح للانتخابات البلدية ، 60 قائمة موزعة بين مختلف الدوائر الإنتخابية الكبرى . واتهم غديرة في تصريح ل "الشارع المغاربي" أطرافا لم يسمها بممارسة ضغوطات على مرشحي الحزب لسحب ترشحاتهم . وتابع " نحن ضحايا وسنرفع قضية" نافيا التهم التي وجهها الاتحاد المدني بخصوص تسخير النداء ولاة لممارسة ضغوطات على مترشحين للاستحقاق البلدي. يأتي ذلك بعد أن شهدت قائمتها الانتخابية اشكالا بدائرة باردو لأن رئيسة القائمة ثريا بوعصيدة غير مسجّلة بالسجل الإنتخابي، حيث أكدت بوعصيدة أنّ لديها شهادة التسجيل في الإنتخابات والتي تثبت أنّها مرسمة في السجل الإنتخابي بدائرة باردو، على عكس ما جاء من ملاحظات في رد الهيئة بعد تقديم القائمة، والتي تفيد بأنّ رئيسة القائمة غير مسجّلة. وأضافت بأنّه رغم امتلاكها ما يثبت تسجيلها في الإنتخابات إلاّ أنّ السجل الإلكتروني للهيئة غير محيّن، واعتبرت أنّ الهيئة مطالبة بتحيين سجلّها الإنتخابي لتفادي الإشكاليات التي يمكن أن تنجر عن عدم القيام بهذا الإجراء بالنجاعة والسرعة المطلوبة. وأضافت أنّ قائمتها كانت مهددة بعدم قبولها لو أنّها قدّمت ترشحها في آخر يوم من آجال قبول الترشحات، حيث لن يكون بإمكانها التدارك. وأوضحت أنّها قامت بالتثبت من تسجيلها عبر الهاتف الجوال لكن الرسالة كانت تقتصر على أنّها مسجلة بجواز سفر دون إعلامها بمكتب الاقتراع، حسب قولها. وأضافت " السجل الالكتروني للهيئة غير محيّن، وقد طالبتني الهيئة بالاستظهار بوصل التسجيل الورقي،" متسائلة " في صورة ضياع ورقة التسجيل هل كانت قائمتي ستسقط؟ لماذا كل هذا التضارب في تصريحات الهيئة التي ما انفكت تؤكّد استعدادها للانتخابات في حين أنّ سجلّاتها غير محيّنة". من جهته، اعتبر غديرة ان وراء ما حدث تلاعبا، مؤكدا أن للحزب ثقة في القضاء وان القضية ستكشف من يقف وراء ما اسماه بالتلاعب، مشددا على أن انتهاء الحزب من تقديم كل قائماته سيكون على اقصى تقدير يوم الاثنين القادم. وكان الحزب قد أعلن اعتزامه خوض الانتخابات البلدية في الدوائر ال350، وقد شرعت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بداية من الخميس 15 فيفري 2018، في مرحلة قبول ملفات الترشح للاستحقاق البلدي والتي أحدثت حركية فائقة داخل الاحزاب السياسية تحضيرا لها. ويتعلق الأمر ب350 دائرة أي 350 قائمة انتخابية في كامل ربوع الوطن بمجموع 7262 عضو أي مترشح يختلف توزيعهم بطبيعة الحال على الدوائر على قاعدة عدد السكان. يأتي ذلك في وقت جند فيه الحزب أعضاء الحكومة للتفرغ لخدمة الحزب تمهيدا للانتخابات البلدية القادمة، خلافا لما تقتضيه المرحلة الراهنة في تونس التي تمر بأزمات اقتصادية واجتماعية وأخرى سياسية حادة. وشملت قائمة المنسقين الجهويين لنداء تونس 29 مفوضا بينهم 21 يشغلون مناصب في الدولة على غرار مستشاري رئيس الجمهورية نور الدين بن تيشة وسليم العزابي والناطقة باسم الرئاسة سعيدة قراش فضلا عن وزراء في حكومة الشاهد منهم وزيرة الرياضة ووزير النقل ووزيرة السياحة ووزير الخارجية ووزير المالية ووزير الثقافة ووزير التربية.