ضربت حركة النهضة عصفورين بحجر واحد في المنستير، فيما يتعلّق بقائماتها المرشحة للانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في 6 ماي القادم ، وذلك بعد ترشح إحدى مؤسِّسات حزب نداء تونس على رأس قائمة النهضة ببلدية قصر هلال ، ثم بعد ترشح أحد المواطنين اليهود ضمن إحدى قائماتها بالمنستير . وقد أثار هذان الحدثان جدلا واسعا في صفوف التونسيين ؛ و بخصوص ترشيح المواطن اليهودي سيمون سلامة ، استحسن عدد من التونسيين هذه البادرة من حركة النهضة داعين إلى إدماج اليهود في العملية السياسية كتجسيد لمواطنتهم والتخفيف من مشاعر الاستبعاد التي يعيشونها، سيما فيما يتعلق بالحياة السياسية. وقد اعتبر متابعو الشأن السياسي أن استقطاب مواطن يهودي وإحدى مؤسِّسات النداء، في المنستير ، يعدّ خطوة يُشهد بها لحركة النهضة و " إنتصارا سياسيا " لا يقل على " النصر المستحيل" بالمقعد البلدي . كما لفتوا إلى أن النهضة ، بهذه الخطوة ، قد أحرجت تجار الحداثة و" تسامح الأديان " كما سبق أن أحرجتهم في مسألة التناصف والتشبيب على اعتبار انها تمكنت من تعبئة القدر المطلوب من النساء والشباب المرشحين صلب قائماتها الانتخابية. وقد ظهرت النهضة، وفق مراقبين، بثوب " الإعتدال " و " الوطنية " و "المدنية " خاصة بعد انتشار الآراء الرافضة أو المشككة، باعثة برسالة طمأنة جديدة للدول الصديقة والشقيقة ، المتخوفة بإستمرار على وضعية الأقلية اليهودية خاصة بعد المخاوف من " تجريم التطبيع ". وكانت حركة «النهضة» أعلنت عن ترشيح المواطن التونسي سيمون سلامة ضمن إحدى قوائمها الانتخابية في مدينة المنستير الساحلية، وقال الناطق باسمها عماد الخميري «سيمون سلامة مواطن تونسي يهودي الديانة، ووجوده في قائمة النهضة أحد مكاسب الحركة و(طريقة) للسماح للمستقلين بالمشاركة في إدارة البلديات»، مشيرا إلى أن الحركة منفتحة على جميع مكونات المجتمع التونسي بما يعزز أسس المواطن والتعايش بين الجميع. و أفاد الأربعاء 21 فيفري 2018 مرشح حركة النهضة للانتخابات البلدية في المنستير اليهودي التونسي سيمون سلامة، أنّه أراد بقبوله دعوة النهضة ليكون عضوا مستقلا على قائمتها أن يقدم صورة مشرقة لتونس عبر انتمائه للديانة اليهودية ومشاركته في قائمة حزب إسلامي. وتابع سيمون سلامة في حوار لصحيفة " القدس العربي"، أنه أراد أن يثبت أن تونس دولة مسلمة لكنها لا تميز بين أبنائها ومفتوحة للجميع. وأكد المتحدث أنه " اختار من يخاف الله " وذلك في تقديمه للسبب الذي جعله يطمئن لحزب ذي مرجعية إسلامية. من جهة أخرى، تبين أن قائمة حركة النهضة المترشحة للانتخابات البلدية بقصر هلال تترأسها سندس الرياني الدّيماسي، التي سبق أن كانت ضمن اللجنة الوطنية الموسعة لحزب نداء تونس في بداية تأسيسه. و قالت الديماسي، في تصريح للشروق، أنها لم تجد في حزب نداء تونس ما كانت تنتظره منه ، الأمر الذي دفعها إلى الانسحاب . وأوضحت ، في سياق متصل، أنها بقيت تنشط لفترة من الزمن بصفة مستقلة . فيما أشارت في المقابل إلى أنها لا تمانع اليوم أن تكون ضمن قائمة حركة النهضة وأن تترشح على رأس قائمتها في بلدية قصر هلال ، لافتة إلى أنها "لمست أن هدف القائمة هو خدمة المدينة والمواطن بالأساس" . وأضافت رئيسة قائمة حركة النهضة ببلدية قصر هلالبالمنستير أن "القائمة تضم أيضا عددا من المستقلين والمستقلات وهو ما شجعها على الدخول في القائمة".