لم تشهد تونس انتخابات بلدية منذ عودة الديمقراطية المسلوبة اليها في 2010، ولم تشهد المحطات الانتخابية القليلة الماضية المنسوب العالي من الطرافة والصراع معا، الذين تشهدهما الانتخابات الحالية المقرر إجراؤها في 6 ماي المقبل بالتزامن مع احتدام الجدل السياسي بين مختلف الأحزاب. هذا ولم تخلو الساحة السياسية والاعلامية على امتداد السنوات السبع الماضية من ظهور بعض الظواهر الصوتية الشعبوية التي توهم الرأي العام بانتمائها للحقل السياسي وهي في حقيقة الأمر ظواهر جاء بها البحث في بعض الأحيان عن الاثارة وجلب الانتباه. في هذا الشأن، كشف هيئة الانتخابات التونسية عن حادثة طريفة تتعلق بتلقيها لقائمة انتخابية باسم «لا إله إلا الله» تضم اسم مترشح وحيد أصر على ألا يغير اسمها، واضطرت الهيئة لقبولها. وأكد عضو الهيئة رياض بوحوش، خلال مؤتمر صحافي في العاصمة، أن مواطنا قدم قائمة انتخابية تتضمن اسمه فقط كمترشح للانتخابات البلدية، وأصر على تقديم قائمته التي تحمل اسم «لا إله إلا الله»، مشيرا إلى أنه تم قبول قائمته على اعتبار أن الهيئة لا يمكنها رفض أي قائمة. وكان رئيس الهيئة محمد التليلي المنصري تحدث عن إمكانية رفض الهيئة لبعض القوائم التي لا تستوفي جميع الشروط التي ينص عليها القانون الانتخابي، ومن بينها الالتزام بالتناصف الأفقي والعمودي بين الرجال والنساء في القائمات الانتخابية وتحقيق النسبة المطلوبة من الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة. هذا وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الجمعة، أنّها "فوجئت بالمشاركة المهمة للشباب في الانتخابات البلدية التي فاقت 50 بالمائة، وهو ما يعتبر تغيراً مهماً في المشهد السياسي". ورشح حزب حراك تونس الإرادة عن بلدية المنستير أصغر مرشح بدائرة المنستير وهو الشاب أسامة الركباني البالغ من العمر 18 سنة وفق ما أكده النائب عن الحزب ابراهيم بن سعد في توضيح خص به "الشاهد". وقال رئيس الهيئة العليا للانتخابات، محمد التليلي المنصري، إنّ "الهيئة فوجئت بالمشاركة المهمة للشباب، التي فاقت 50 بالمائة، وهو ما يعتبر تغيراً مهماً في المشهد السياسي، كما أن مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة فاقت 1800 شخص، وهو تقريباً ما يميّز الانتخابات البلدية التي تختلف في هيكلتها وطبيعة ترشحاتها عن بقية الانتخابات". وبحسب المعطيات الصادرة عن الهيئة فإن 4866 مترشح اقل من 23 سنة تقدموا بترشحهم ضمن قائمات مختلفة بين حزبية وائتلافية ومستقلة، كما تقدم 24774 شاب يتراوح أعمارهم بين 24 و 35 سنة بترشحهم. هذا وأكدت الكاتبة العامة للمنظمة التونسية للدفاع عن الأشخاص ذوي الإعاقة بوراوية العقربي، أن الأحزاب السياسية تضع ذوي الإعاقة في المراتب الأخيرة بالقائمات الانتخابية حتى لا يتم حرمانهم من التمويل العمومي. وأكدت بوراوية العقربي أنها تلقت العديد من المكالمات الهاتفية من ذوي الإعاقة حول استدراجهم وإغرائهم بكل السبل من طرف الأحزاب لقبول الترشح على القائمات الانتخابية. وقالت المتحدثة أن الأحزاب قدمت بعض الوعود كتحسين المسكن وإقرار منحة قارة والعلاج المجاني وغيرها من الوعود، مشددة أن الإعاقة تستوجب تدابير خاصة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يشترط فيها القانون الانتخابي أن يكون أحد أعضاء القائمة المرشحة شخصا من ذوي الإعاقة. من جهته، أكد الناشط السياسي رضا بن أحمد دبيش(صاحب بطاقة اعاقة عضوية) أنه تعرض الى مظلمة تتمثل في حرمانه من تقديم ترشحه للانتخابات البلدية. وشدد في تصريح لجريدة الشروق أنه تمت مساومته بالأموال لعدم تقديم ملف ترشحه للانتخابات البلدية, وحول حيثيات الحادثة أوضح أنه ناشط في حزب نداء تونس منذ 2014 ثم التحق بحزب رضا بالحاج "تونس أولا" الذي التحق بدوره بالاتحاد المدني الذي يضم حوالي 11 حزبا. وخلال تقديم الترشحات للانتخابات البلدية أبدى الناشط رغبته في الترشح للانتخابات البلدية في قائمة الاتحاد المدني فطلب منه عند بداية تقديم الترشحات تحضير الوثائق اللازمة "الا انه تعرض للمساومة مقابل عدم تقديم ملف ترشحه" حسب تعبيره وعندما رفض تم استبعاده اجباريا من الترشح الى الانتخابات البلدية.