في حوار اعتبره البعض "استثنائيا" و يختلف شديد الاختلاف عن الحوارات السابقة التي قام بها رئيس الحكومة ، حتى ان هنالك من لقبه "بخطاب الوداع" ، كشف يوسف الشاهد خلال حديث إعلاميّ اتّسم بنسق عال و دام 60 دقيقة على قناة الوطنيّة 1 عن ابرز القضايا الحارقة المطروحة اليوم في البلاد على غرار ملف ( ملف مكافحة الفساد و التحوير الوزاري) ، الحوار و على أهميته كشف كذلك إرتباكا واضحا على ملامح يوسف الشاهد الذي قيل أنه يعيش ايامه الأخيرة كرئيس حكومة . هذا الرأي أكده الديبلوماسي السابق و المحلل السياسي عبد الله العبيدي ،الذي لفت إلى أنّ يوسف الشاهد يعيش أيامه الأخيرة كرئيس حكومة ، خاصة و أنّه فشل في إدارة شؤون البلاد، على قوله. و أضاف العبيدي في تصريح "للشاهد"، ان يوسف الشاهد فقد أمله في استيردا ثقة جديدة من قبل نداء تونس خاصة وأنّ الارقام و الاحصائيات الاقتصادية على غرار ( تفاقم المديونية و العجز التجاري ) لم تكن في صالحه ، ووصف العبيدي ما قدمه الشاهد لتونس "بالبضاعة الفاسدة" ، قائلا : "الناس تتعايش يوميا مع الغلاء المتواصل للاسعار و لا نجد سوى وعود و هذيان يقدّم لها في المقابل." و أوضح نفس المصدر، أنّ يوسف الشاهد بات معزولا سياسيّا و لا يجد اليوم من يسانده سواء من الأحزاب السياسية او المنظمات النقابية و بالتالي فإنّ أيامه باتت معدودة . رأي العبيدي يستند على الطبوبي و الذي كان داعما رئيسيا ليوسف الشاهد تخلّى بعد أن تخلت عنه نداء تونس ، إلى جانب بقية الأحزاب التي كانت مشاركة في وثيقة قرطاج. الشاهد : "التحوير الوزاري من صلاحياتي" في ردّ ضمنيّ على الاتحاد العام التونسي للشغل ، أكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد أنّه لا يعتزم إجراء تحوير وزاري ،مشيرا إلى أنّ قرار إقرار التحوير من صلاحيات رئيس الحكومة وحده. وكانت المنظمة الشغيلة قد طالبت منذ أقل من اسبوع على لسان امينها العام نور الدين الطبوبي بتحوير وزاري. وأوضح الشاهد ان الاتحاد هو شريك أساسي ، متحفظا عن التعليق بشكل مباشر على طلب المنظمة ضخ دماء جديدة في الحكومة عبر احداث تغييرات على رأس عدد من الوزارات، كان الطبوبي قد رفض الكشف عنها. الشاهد : "وبختُ وزرائي " في تصريح مفاجئ، استغرب الشاهد إدراج تونس في قائمة سوداء خلال شهر ديسمبر المنقضي ثم سحبها من نفس القائمة في شهر جانفي 2018، والحديث يتعلق هنا بإدراج وزراء مالية الاتحاد الأوروبي تونس في قائمة البلدان المصتفة كملاذات ضريبية. وكشف رئيس الحكومة أنه وبّخ وزراءه خلال آخر مجلس وزراء وانه دعاهم للقرب من المواطنين والبحث عن حلول "حتّى كان لقيتوهم غاضبين". و يرى مراقبون ان ردّ الشاهد يأتي في إطار التنصل من كل المسؤويات، خاصة و انه وجد نفسه امام ترسانة من الملفات العالقة و في ورطة دفعته لرمي الامر على وزرائه و اقراره بأنه وجه لهم "توبيخا" الشاهد : "قمت بفتح أكبر ملف فساد في تاريخ البلاد" اعتبر رئيس الحكومة يوسف الشاهد ان ملف البنك التونسي الفرنسي هو أكبر ملف فساد في تاريخ تونس لافتا الى ان عملية افلاس بنك لا تحصل كل يوم في اشارة الى ثقل القضية. وقال الشاهد إنّ الدولة كلّفت خلال الفترة الأخيرة أهم المحامين المختصين في المجال للدفاع عن حقوق "الجمهورية التونسية". واضاف ان الحكومة فتحت ملف البنك التونسي الفرنسي مُتوقعا ان يتعرض الى ما اسماه ب"تهجم" بسبب فتح هذا الملف. واشار الشاهد الى ان الحكومة فتحت تحقيقا في القضية مشددا مرة اخرى على ان هذا الملف يُمثل اكبر ملف فساد في تاريخ البلاد. واكد وجود أشخاص تحصلوا على قروض بالمليارات من البنك المذكور دون خلاصها وان ذلك ما تسبب في افلاسه متسائلا "من تحصل على هذه القروض؟". الشاهد : لم أغادر نداء تونس حتّى أعود له في محاولة لتلطيف الأجواء بينه و بين حزبه تداء تونس ، أكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد أنه ابن نداء تونس ولم يغادره يوما حتى يطلب منه العودة إليه. وأضاف رئيس الحكومة أن نداء تونس أثبت أنه أقوى من كل المشاكل الداخلية التي مر بها ومازال إلى اليوم موجودا ميدانيا برغم كل مشاكله . وشدد الشاهد على ضرورة تذكر أن نداء تونس كان الحزب الذي أعاد التوازن إلى المشهد السياسي في تونس ووضع حدا للإنخرام الحاصل في ظرف قياسي . يشار إلى ان يوسف الشاهد عرف محطّات خلاف كبرى مع نداء تونس حتى ان بعض هذه الخلافات خرجت من الكواليس الى العلن ( تسريبات حافظ السبسي و تصريحات خالد شوكات ) لتكشف عن مقدار الهوة بين القرارات الذي يتخذها و بين ما يريده الحزب . هل اقتربت ساعة رحيل يوسف الشاهد ؟ أكد يوسف الشاهد أن تغيير الحكومات صار عادة في تونس بمعدل حكومة جديدة كل عام و نصف. و أضاف الشاهد خلال ذات الحوار أنه لا يفكر حاليا في إجراء أي تحوير وزاري ردا على ما راج مؤخرا في علاقة بتصريحات الأمين العام لإتحاد الشغل الذي طالب بضخ دماء جديدة على مستوى الفريق الحكومي. و أكد رئيس الحكومة أن تونس أكثر ما تحتاجه في الوقت الراهن إستقرارا سياسيا و إقتصاديا و إجتماعيا مضيفا أن التغيير السريع للحكومات لا يؤدي إلى تحقيق النجاحات. و كان غازي الشواشي الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي حذر رئيس الحكومة يوسف الشاهد من مصير مشابه لسلفه الحبيب الصيد، مشيرا إلى أن «قصر قرطاج وحزب النداء شق حافظ قايد السبسي بصدد الإعداد لسيناريو مماثل لسيناريو سحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد وذلك في اتُجاه إسقاط يوسف الشاهد وإطاحة حكومته أو إرغامه على الاستقالة».