أصبحت بعض الأحزاب السياسية وخاصة تلك الّتي تفرّعت عن حركة نداء تونس لا تُعرّف بنفسها من خلال تاريخها النضالي او برنامجها المستقبلي بقدر ما تُعرّف بنفسها من خلال تموقعها كبديل او حليف او معارض موارية بذلك عجز برنامجها او الفكرة المقدمة ، و لعل اكثر الاحزاب التي تتعرض اكثر من غيرها للهجمات و النقد اللاذع هي حركة النهضة ، التي تواجه معارضة من الجميع لمجرد المعارضة . لم يعد هدف الاطاحة بحركة النهضة من قبل الاحزاب الراديكالية و الاستئصالية مخفيّا بل صار "مكشوفا" حتّى أنّ هناك من الخبراء من يُلقب هذه الاحزاب "بحزمة النهضة الفوبيا". و قال الناطق الرسمي باسم حركة مشروع تونس حسونة الناصفي يوم الاثنين 26 فيفري أن حركته تسعى الى الاطاحة بحركة النهضة. وأضاف الناصفي في حوار على راديو ماد أن حركة مشروع تونس لم تدعو يوما الى استئصال حركة النهضة لكنها تسعى الى الاطاحة بها عبر الصناديق، مضيفا نعتبر النهضة منافس سياسي. هذا الموقف أكده الباحث والأكاديمي محمد بن نصر الذي كتب تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك) أكد فيها ان حركة النهضة باتت تشكل هاجس معظم الاحزاب السياسية التي تعمل على تلميع نجمها عبر ضرب الحركة و الخروج في صورة (مناقضة لها). و كتب محمد بن نصر ما يلي : تتسابق الأحزاب في التأكيد على تميزها عن النهضة الحزب فلا يخرج مجموع ما تعرف به نفسها عن نقائض مفترضة عنها. ينسى هؤلاء أن من يعرف نفسه بالسالب فقط لا يستطيع أن يكون موجبا ولا يمكن أن يكون فاعلا وينسى هؤلاء أن التعريف بنقيض النهضة يخفي في حقيقته فشلا في تحقيق ما وعد به. لو أحصينا الكلمات الأكثر تدوالا في مداخلات السياسيين لأتت كلمة النهضة في الصدارة. لا حديث عن الثورة ولا حديث عن التنمية الشاملة ولا حديث عن فساد الضخامة الذي يتبختر في المطارات وفي الموانئ و لا حديث عن شبابنا الذي استبد به اليأس فأصبح مستعدا لكل مغامرة ولو كانت مغامرة الموت من أجل الحياة. مثل هذا النوع من الخطابات البائسة والمتكررة، لا يسهم إلا في تزهيد الناس في المشاركة في الإستحقاقات الإنتخابية والتفكير في الخلاص الفردي بأية وسيلة كانت. ولكن من بنى مجده على إحياء ثقافة الفساد والإستبداد والتصدي للثورة لن يستطيع أن يبني وطنا ولن يستطيع أن يكون في خدمة شعبه. و تُواجه حركة النهضة هجومات "ماروطونية"، إذ كثفت معظم الاحزاب السياسية خلال الآونة الأخيرة من خطاباتها وتصريحاتها "الاستعراضية" والتي لا مضمون لها سوى إزكاء نيران الكراهية والتحريض ضدّ حركة النهضة ،ما جعل المكتب التنفيذي للحزب ينطلق في إحالة ملفات أمام القضاء، ضد الأشخاص والمؤسسات الإعلامية المنخرطة في حملات تشويه الحركة وقياداته، بحسب بيان حاد صدر عن الحركة تتويجًا لاجتماع ضمّ مسؤولي الحركة وقادتها. واشتكت قيادات من تعرضها لحملات تشويه وتحريض باطلة، محذرّة من أنّها لن تسكت مستقبلاً عن أيّ إساءة تطال قياداتها . وذكر البيان، أن هذه الخطوة تأتي لمواجهة توالي حملات التشويه الممنهجة ضدّ النهضة، وتمادي بعض الأصوات الإعلامية في إلحاق التهم الباطلة، والتعريض بالحركة، والتحريض على قياداتها، والشحن ضدّ أعضائها وأنصارها.