لا يزال الجدل الذي طوّق وفاة طفل في مدرسة ابتدائية بفريانة من ولاية جندوبة متواصلا ، خالقا ضجة كبيرة متفرّعة الرؤى على الساحة.. ويأتي ذلك تزامنا مع احتدام الصراع المسيّس بين نقابات التعليم و وزارة التربية وكل طرف يضع الحد على رقبة الطرف الآخر دون إيلاء أي اهتمام لمصلحة التلاميذ . الأمر الذي دفع نشطاء الى استنكار انغماس نقابات التعليم في المطالبة بتحسين ظروف المعلمين والأساتذة دون أن يهتمّوا بظروف التلاميذ خاصّة منهم القاطنين بالجهات الداخلية وبظروف المدارس من جهة أخرى ، متسائلين أيّ القضايا أهمّ لإعلاء الصوت من أجلها؟ وقد توفي الاربعاء طفل يبلغ من العمر 8 سنوات بمدرسة بوحلاب في معتمدية فرنانة التابعة لولاية جندوبة، بعد أن فقد وعيه أثناء توزيع "اللمجة" وتمّ نقله إلى المستشفى المحلي بفرنانة إلا أن توفي قبل وصوله للمستشفى. وتضاربت الأنباء المتداولة بخصوص أسباب وفاته بين من أرجعها إلى الجوع والفقر وسوء التغذية ومن قال إن الطفل مصاب بفقر الدم. وأكدّ المدير المساعد للتعليم الابتدائي بجندوبة، فوزي بنقاجي أنّه حسب التشريح الأولي الذي أجري في المستشفى الجهوي، فإن الطفل كان يعاني من سوء التغذية وفقر الدم، مضيفاً أن عائلته تضم 8 أطفال، وجلهم يعانون من مرض فقر الدم. وأضاف أن "أسرة أنور تقطن في كوخ، وأوضاعهم الاجتماعية متردية، والطفل يقطع يومياً مسافة لا تقل عن كيلومترين سيراً للوصول إلى مدرسته، إضافة إلى سوء التغذية". و أكد في هذا السياق أنه لابد من تضافر جهود وزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة مع وزارة التربية للنهوض بأوضاع الأطفال من سكان المناطق الريفية، خاصة في فرنانة وغار الدماء وعين دراهم وجندوبة". بدوره ، أكد كاتب عام نقابة التعليم الأساسي بفرنانة، فتحي الزغواني أن "الفقر والجوع يقفان وراء وفاة الطفل". وأفاد الزغواني في ذات الصدد بأن "والدة الطفل أعلمته أن ابنها لم يتناول شيئًا في الصباح باستثناء قطعة خبز"، مشيرًا إلى أن "الطفل وصل إلى المستشفى شاحبًا ورجّح الإطار الطبي هناك أنه يعاني هبوطًا حادًا في الدم أو السكر". ولفت المسؤول النقابي، في سياق متصل، إلى أن "المليارات سُرقت من ديوان الخدمات المدرسية ومشاريع الإصلاح التربوي لم تر النور رغم أن الملايين صرُفت بشأنها في النزل"، وفق تعبيره. وشدد على أن التلاميذ في "مدرسة بوحلاب" وغيرها من المدارس في المناطق الداخلية والريفية لا يتمتعون لا بأكل وتغذية سليمة ولا بوسائل نقل توصلهم مدارسهم، التي تبعد كيلومترات عن منازلهم، مبينًا أن "ولاية جندوبة بشكل عام تعاني 50 شغورًا في المدرسين علاوة على غياب أدوات ضرورية كالطباشير مثلًا".