يمكن أن نصنف معتمدية فرنانة من أكثر الجهات تهميشا بجهة جندوبة ناهيك أن الفقر والحرمان طال آلاف العائلات وجعل أهلها يفتقرون حتى لأبسط المرافق الحياتية، فالمساكن بدائية وآيلة للسقوط إضافة الى صعودة التزود بالماء الصالح للشراب.
رحلة « الشروق « في استكشاف معالم الفقر والحرمان والتهميش قادتها هذه المرة لمنطقة الجواودة بوحلاب من معتمدية فرنانة هذه المنطقة التي تبعد عن المدينة أكثر من 25 كيلومترا بين الفيافي والجبال الوعرة التي لازمت المكان وزادت مع قساوة الطبيعة هول المعاناة التي يعيشها الناس الطيبون في هذه المنطقة.
أول ما يشد الانتباه في رحلة الوصول لمنطقة الجواودة بوحلاب هو رداءة الطريق التي طالتها التقطعات في عديد الأماكن جراء الانزلاقات الأرضية ورداءة التعبيد حيث تحولت بعد مرور سنوات قليلة إلى مسلك وعر يتطلب المرور عبره جهودا مضنية وتعطبا لوسائل النقل مهما كان نوعها وقوتها مما يتطلب أكثر من ساعة بمقياس الزمن بحكم الوعورة ورداءة الطريق ليصل المواطن والزائر في حالة سيئة.
أغلب المساكن بالمنطقة بدائية بامتياز وتفتقر لأبسط الضروريات ويتشارك الإقامة فيها المواطن والحيوانات الأهلية دون قيد أو شرط أو خوف من خطر الإصابة بالأمراض. أكواخ هنا ومنازل متواضعة هناك تنعدم فيها التجهيزات المنزلية حينا غير صحون وكؤوس واختلط فيها الأثاث المتواضع ليتحول البيت الواحد إلى مكان متعدد الاختصاصات فهو المطبخ وغرفة النوم وغرفة الجلوس والاسطبل في آن.
المنطقة تعاني صعوبة في التزود بالماء الصالح للشراب فحتى الحنفيات العمومية التي وقع تركيزها في بداية العشرية الأولى من هذا القرن بخلت عن العطاء بسبب خلل صعوبة الضخ وضعف المياه المتدفقة فعاد أهالي المنطقة التي تضم أكثر من 300 عائلة للآبار القديمة والعيون الطبيعية للتزود بالماء في رحلة لا رفيق لهم فيها سوى الدواب وظهور النسوة وكم لهم في هذا الشأن ما يبذلون.
غياب مصادر الرزق
أهالي منطقة الجواودة بوحلاب يفتقرون لمصادر الرزق سوى جمع بعض حبات البلوط ليبيعوها ببعض الدنانير ويظلون ينتظرون طوال سنة ما تجود به الفلاحة المتواضعة ببعض المنتوج من شعير وقمح وفول وهو وضع خلق البطالة وسوء الحال فاضطر الكثير من الشباب للنزوح للعاصمة وجهات أخرى طلبا للعمل بحضائر البناء وسط ظروف معيشية صعبة جدا .هذا ويعاني السكان من غياب أي مرافق ترفيهية وصعوبات في تحصيل العلم والصحة بسبب تواضع المدرستين والمستوصف.
الوضع الصعب الذي يعيشه سكان المنطقة أكبر من تقارير العمد المزيفة الطامسة للحقائق و أكبر من أن يسجل المسؤولون الحاليون أن الفقر والتهميش وسوء الحال مر ذات مرة من هنا.