في خطوة اعتبرها البعض تكميما للافواه و محاولة إعادة تونس الى مربع الصوت الواحد ،قدمت حركة نداء تونس مبادرة تشريعية جديدة لتنظيم الفضاء الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي عبر تجريم كل أشكال القذف والثلب على وسائل التواصل الإجتماعي ، مبادرة اعتبرها الكثيرون محاولة لردم التجربة الديمقراطية عبر تنصيب حراس على مواقع التواصل الاجتماعي ،الفضاء الذي يجد فيه التونسيّ هامشا للتعبير و ممارسة حريته الدستورية . نداء تونس أيضا كان من بين الأحزاب التي طالبت بعدم التمديد لهيئة الحقيقة و الكرامة ، الهيئة التي كشفت ما يدور في كواليس النظام السابق من هتك للاعراض و تعدّ على الشرف و تكميم الافواه عبر الإقالات العشوائية و تضييق الخناق على المعارضين و ترويج الرأي الواحد . النّداء يُطلق حملة ضدّ هيئة بن سدرين: "4 سنين يزّي.. لا للتمديد" أطلق عدد من قيادات حركة نداء تونس حملة بعنوان "4 سنين يزّي.. لا للتمديد" ضدّ هيئة الحقيقة والكرامة التي ترأسها سهام بن سدرين. وجاءت هذه الحملة رفضا لمواصلة هيئة بن سدرين عملها بعد 4 سنوات خصوصا أنّه كان من المقرّر أن تُصوّت كتلة النداء في جلسة أمس السبت على رفض التمديد للهيئة غير أن حالة التشنج والفوضى التي سادت الجلسة حالت دون ذلك وأدّت إلى رفعها على أن تُستأنف غدا الإثنين. وقال المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي ان العدالة الانتقالية ليست سهام بن سدرين ولن نصوت لبقائها….يأتي ذلك في تدوينة له على صفحته الخاصة تزامنا مع حالة الفوضى التي شهدتها الجلسة العامة لمجلس نواب الشعب اليوم والتي خصصت للتصويت على التمديد لعمل هيئة الحقيقة والكرامة،الا انه تم رفعها على ان تنتظم يوم الاثنين القادم." مبادرة تشريعية لتنظيم شبكات التواصل الاجتماعي طرحت الكتلة النيابية لحركة نداء تونس بمجلس نواب الشعب مبادرة تشريعية لتنظيم الفضاء الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي، وتقترح المبادرة التشريعية لكتلة نداء تونس تجريم كل أشكال القذف والثلب على وسائل التواصل الإجتماعي. والمعاقبة بالسجن مدة عامين وبخطية قدرها 3 ألاف دينار، كل من أعد أو إدعى أو نسب أمرا من شأنه المساس بالنظام العام وبالأخلاق الحميدة أو بحرمة الحياة الخاصة أو بهتك شرف أو اعتبار شخص أو هيئة رسمية عبر الشبكة المعلوماتية عن طريق أجهزة الحاسوب أو التطبيقات. وقال النائب منجي الحرباوى لموزاييك، إنّ هذه المبادرة تأتي "للحد من هذه الظاهرة السلبية التي تفشت وباتت تنشر ثقافة الحقد والكره" حسب تصريحه. وتسود مخاوف كبرى من أن يكون الهدف من هذا القانون ليس السب و الشتم بل دحض الرأي المخالف و ابادته و اعتبر مراقبون أنّ هذه المبادرة لا تعدّ سوى شكلا من أشكال الانبساط لاعادة الهيمنة و ابادة المعارضين عبر تنصيب حراس على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يمثل تهديدا واضحا و صريحا لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس .