أسابيع قليلة تفصلنا عن أولى انتخاباتٌ تقع بعد سبع سنوات من الثورة ،و تكتسي هذه الانتخابات أهميّة بالغة على اعتبار أنها تكرّس مبدأ اللامركزية ضمن قواعد تتمثل في شروط الانتخاب والترشح وتنظيم الحملة الانتخابية. ومن المتوقّع أن تُعيد الانتخابات البلدية تشكيل ملامح و خارطة المشهد السياسي في تونس ، خاصة و ان هذا الاستحقاق المرتقب سيكون مقياسا لمعرفة حجم كل حزب و سيعطي انطباعًا اوليّا عن مآلات الانتخابات التشريعية و الرئاسية في سنة 2018 . و في هذا السياق ، قال رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، محمد التليلي المنصري إن حملة الانتخابات البلدية والتي ستنطلق يوم 14 أفريل 2018، "تعتبر المعيار الأساسي لمدى جاهزية كل الأطراف المعنية بالاستحقاق الانتخابي البلدي المقبل". وذكر المنصري لدى افتتاحه بضاحية قمرت لقاء موسعا مع رؤساء قائمات مترشحة في منطقة تونس الكبرى ومكونات المجتمع المدني، حول «قواعد وإجراءات الحملة الانتخابية» يوم الاثنين 26مارس ، أن هيأته ستقوم بتوزيع 1700 عون مراقبة محلفين وذلك على كامل الدوائر الانتخابية، "سيعملون تحت إشراف 350 منسقا محليا وسيكونون أعين الهيئة وسيراقبون حملات مختلف القائمات المترشحة وأنشطتها وتمويلاتها المالية". وعدد رئيس الهيئة أمام المشاركين، جملة الجرائم والمخالفات التي قد ترتكبها القائمات المترشحة أو المسؤولين عنها، مشيرا إلى التنقيح الأخير للقانون الانتخابي والذي يتطرق إلى جرائم انتخابية قد ينجرّ عنها الإسقاط الجزئي أو الكلي لقائمة معينة متى كان التجاوز جوهريا وحاسما لنتائج الانتخابات. ومن المنتظر أن تنطلق الحملة الانتخابية يوم 14 أفريل وتتواصل إلى غاية 4 ماي 2018 على أن يتم التصويت من قبل عامة الشعب يوم 6 ماي المقبل. ويتنافس على الانتخابات 2173 قائمة حزبية ومستقلة، ستتوزع على 350 دائرة بكامل البلاد، بينها 86 بلدية حديثة العهد، و24 مجلساً جهوياً ، موزعة على 24 ولاية، وذلك بمقاعد تزيد على 7 آلاف مقعد. ويبدأ التصويت في الانتخابات البلدية الأحد 29 أفريل 2018 بالنسبة للأمنيين والعسكريين، على أن يتوجه المدنيون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد الموافق ل 6 ماي و يكون الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات، يومي الاثنين 7 ماي والأربعاء 9 ماي، كحد أقصى. و دعا رئيس مجلس شورى النهضة عبد الكريم الهاروني إلى إنجاح الاستحقاق الانتخابي خدمة لصورة تونس في العالم ودعما للاستثمار والسياحة . وشدّد خلال مجلس الشورى الذي انعقد يوم 17 مارس 2018 بالحمامات، على ضرورة أن تكون الانتخابات البلدية حرة ونزيهة وشفافة وأن يكون التنافس شريف وديمقراطي وأن يتم على برامج والابتعاد على الصراعات الإيديولوجية والسياسية والحزبية. وأكّد أنّ من بين 350 قائمة من قوائم النهضة ، 180 منها على رأسها مستقلين و170 قائمة على رأسها أعضاء الحركة و51 الآخرين على رأسها شباب مع احترام مبدأ التناصف.