تسودُ في الأوساط السياسية مخاوف كُبرى من الانقلاب على مسار العدالة الانتقالية و تحويل وجهتها دون محاسبة "طغاة" العهد البائد عبر استغلال شرعية الاتحاد العام التونسي للشغل كورقة سياسية نافذة ، يأتي ذلك بعد اقتراح بعض الاطراف السياسية اسم حسين العباسي لرئاسة هيئة "موزاية" لهيئة الحقيقة و الكرامة ، هيئة من المتوقع ان تتمخض عن المبادرة التشريعية لنداء تونس لتصحيح مسار العدالة الانتقالية. واتهم القيادي في حزب حراك تونس الإرادة عماد الدايمي رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بمحاولة استعمال شرعية الاتحاد العام التونسي للشغل للانقلاب على العدالة الانتقالية. وقال عماد الدايمي خلال تدوينة في صفحته على تويتر وفايسبوك ان اقتراح اسم السيد حسين العباسي امين عام اتحاد الشغل السابق كرئيس هيئة موازية للعدالة الانتقالية هو توريط للاتحاد في الانقلاب على هيئة الحقيقة والكرامة واستعماله كبراشوك مقابل ضحايا الدكتاتورية وأنصار الثورة وكأداة لتحويل المسار نحو مصالحة مغشوشة دون محاسبة. هذا و عاد اسم الأمين العام السابق لاتحاد الشغل حسين العباسي، ليشغل المواقع الاخبارية بعد غياب دام قرابة السنة ، هذه المرة لم يتداول العباسي كإسم لنقابيّ بقدر ما عاد كمرشح ليخلف سهام بن سدرين على رأس هيئة الحقيقة و لكرامة ، حيث اقترح القاضي الإداري المتقاعد أحمد صواب حسين العباسي لخلافة رئيسة الهيئة المذكورة سهام بن سدرين و دعا القاضي الإداري المتقاعد احمد صواب إلي بعث هيئة دستورية برئاسة شخصيات جديدة ،مستقلة سياسيا و مشهود لها بالكفاءة و لها روح التسامح و تريد فعلا إرساء مصالحة وطنية على غرار حسين العباسي، وفق تصريح أدلى به لجريدة الشارع المغاربي أوردته في عددها الصادر يوم الخميس 29 مارس 2018. واقترح صواب طرح مبادرة تشريعية لتنقيح القانون الأساسي للعدالة الانتقالية وذلك بإضافة نقطيين جديدتين الأولى تتعلق بالتمديد زمنيا في الفترة الانتقالية إلى حدود 2019 و الثانية برئاسة هيئة الحقيقة و الكرامة. وقال المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي، على صفحته على الفايس بوك، أن حركته ستقوم بكل الإجراءات الضرورية والاتصالات اللازمة مع باقي الأحزاب لتصحيح مسار العدالة الانتقالية واستكماله وذلك من خلال مبادرة لمشروع قانون عدالة انتقالية يراعي التجارب المقارنة وخاصة في دولة جنوب افريقيا .. هذا واستقبل رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي يوم الإثنين 26 مارس 2018 بقصر قرطاج، حسين العباسي، الأمين العام السابق للإتحاد العام التونسي للشغل وذلك وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية. وأفاد حسين العبّاسي أن اللقاء مع رئيس الدولة استعرض الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الدقيقة التي تمر بها البلاد وضرورة الإسراع بمعالجتها. وأكّد العبّاسي على ضرورة تغليب صوت العقل لحلّ الإشكاليّات القائمة، مؤكّدا على الإرادة القويّة لرئيس الجمهورية لحشد جميع المجهودات لتجاوز الصعوبات الراهنة.