تنطلق السبت 14 افريل 2018 الحملات الإنتخابية للقائمات المترشحة لأوّل إنتخابات بلديّة في ظل الدستور الجديد للبلاد بعد الثورة تطبيقا للباب السابع المتعلّق بالديمقراطيّة المحلية على ان يجرى الاقتراع يوم 6 ماي القادم، يأتي ذلك في الوقت الذي مازال فيه النقاش ساخنا تحت قبة مجلس النواب بباردو بشأن مجلة الجماعات المحلية وبالتزامن مع متقلّبات كثيرة يشهدها المشهد العام على خلفيّة عودة الإستقطاب الثنائي كواحدة من أبرز ركائز الحملات الإنتخابيّة للكثيرين. أحزاب كثيرة في المشهد التونسي وتحالفات بدأت حملاتها الإنتخابية للبلديات قبل الموعد القانوني المحدد من طرف الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات ضمن رزنامة تم ضبطها منذ فترة،على غرار حزب حركة مشروع تونس الذي إنطلق منذ أيام في توزيع الإعانات لبعض العائلات المعوزة في أسلوب شبيه بنفس أساليب التجمع المنحل وإنتخابات الشعب الدستورية سابقا، أمّا أحزاب أخرى فقد إختار الإنطلاق في حملاتها على قاعدة الضدّ باستهدافها للتوافق وللإئتلاف الحكومي ورأسيه حزبي النهضة والنداء أمّا البعض فيتّجه رأسا لتعريف نفسه نقيضا وضديدا لحركة النهضة بنفس أساليب "جبهة الإنقاذ" خلال صائفة سنة 2013 و بنفس الشعارات أحيانا. الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات في تونس أعلنت عن إستعداداتها المكثّفة من أجل إنجاح عرس الإنتخابات البلديّة كدعامة جديدة لإنجاح مسار الإنتقال الديمقراطي في البلاد وقد أعلن رئيسها قبل أيام من إنطلاق الحملات الإنتخابية عن العودة إلى إستعمال الحبر الإنتخابي بعد جدل كبير أثاره التخلّي عن الحبر سابقا، الهيئة دعت كل الحساسيات والفاعلين لإنجاح الإستحقاق البلدي وكذا للإلتزام بالتنافس النزيه وبالقانون الإنتخابي محذّرا من أي خروقات تمس من العملية الإنتخابية. حزب نداء تونس إنطلق في عقد إجتماعاته التحضيرية لما قبل الإنتخابات ساعيا لتجميع شتاته بعد الأزمات المتتالية التي عصفت به خلال السنوات التي تلت إنتخابات نهاية سنة 2014 تشريعية ورئاسيّة وما ترتب عنها من إنشقاقات في محاولة واضحة لفرض نفسه رقما صعبا في المشهد مستغلا في آن واحد غياب جسم سياسي بديل وموقعه كطرف رئيسي ضمن منظومة التوافق كطرف "علماني" شريك للإسلاميين. من جانبها كشفت حركة النهضة على لسان محسن النويشي رئيس مكتب الانتخابات أن الحملة الانتخابية للحركة ستكون عادية مثل بقية الاحزب وأنه سيتم خلالها تنظيم اجتماعات عامة في البلديات. وأوضح النويشي في تصريح صحفي، أن أشكال الحملة ستكون متنوعة وفق ما يسمح به القانون عبر تنظيم اجتماعات عامة لرؤساء القائمات وممثليها والتوجه إلى الناخبين واقناعهم بأهمية الاستحقاق الانتخابي. وجدّد تأكيده على أن الحملة ستتركز أساسا على الناخب، داعيا منافسي النهضة إلى بناء حملاتهم على البرامج "بعيدا عن التجاذبات والتواترت التي لا تخدم مصلحة البلاد"، موضّحا أن الحزب وقياداته ومنخرطيه سيسندون المترشحين ورؤساء القائمات في كل ما يستحقون.