تعمل تونس جاهدة على التصدي لغول الارهاب الذي جثم لفترات طويلة على كاهلها متسببا في جملة من المخلفات التي ألقت بظلالها على جل الأحداث العامة بالبلاد. و تشدد القوات الأمنية والعسكرية الحدود الرقابة بالخصوص على مستوى الحدود البرية، سواء تلك التي تفصلها عن الجزائر أو عن ليبيا من باب الوقاية والتصدي لواحدة من أكبر الآفات التي تهدد أمن البلاد ؛ أَلَا و هي الإرهاب . وتخشى تونس من التهديدات الإرهابية التي تترصدها ، خاصة بعد الضربات التي تلقتها في فترات متفاوتة خلال السنوات الأخيرة و التي أصابتها في مقتل و لا زالت جراحها مفتوحة إلى اليوم ، و هو مادفعها إلى تشديد الرقابة في المناطق الحدودية خوفا من تسلل عناصر ارهابية سواء تلك التي تنشط في الجبال بين تونس و الجزائر ، أو تلك الفارة من ليبيا بعد تضييق الخناق عليها . وفي خضم هذا الشأن، تمكنت القوات الخاصة للحرس الوطني ، صباح الجمعة، من القضاء على عنصر مسلح بجبل بيرينو من ولاية القصرين، وذلك إثر قيامها بعمليات تمشيط وبعد نصب كمين في المنطقة المذكورة. وفي هذا الإطار، أكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، خليفة الشيباني، أنّ "الوحدة المختصة للحرس الوطني قضت على عنصر إرهابي في منطقة أولاد بوغانم في جبل الأجرد بالقصرين ". وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت ، في بيان لها، أنه "في عملية نوعية، وعلى أثر تعقب مجموعة إرهابية تابعة لكتيبة عقبة بن نافع المتمركزة في جبال القصرين، وبالتنسيق مع النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب وإدارتي الاستعلامات والأبحاث ومكافحة الإرهاب بالإدارة العامة للحرس الوطني، قامت الوحدة المختصة للحرس الوطني بنصب كمين بمنطقة جبلية وعرة بجهة أولاد بوغانم بجبل الأجرد معتمدية فوسانة ولاية القصرين بداية من يوم 1 ماي". وأوضح البيان أنه "تم خلال الليلة الفاصلة بين 2 و3 ماي الجاري، وتحديدا حوالي الساعة الواحدة ليلا، تبادل إطلاق النار مع المجموعة الإرهابية التي تتكون من 10 عناصر"، مشيرا إلى أن "المجموعة كانت تنوي السطو على التجمعات السكنية القريبة من الجبل المذكور للتزود بالمؤونة، ثم لاذت بالفرار، وأنه تمّ تحقيق إصابات مباشرة في صفوفها". وأكدت وزارة الداخلية أنه "بمواصلة عمليات التمشيط والتعقب تم مساء أمس العثور على جثة إرهابي تم القضاء عليه خلال العملية وحجز سلاح نوع كلاشنيكوف". ولفتت الداخلية إلى أن "جبل بيرينو لا يزال يشهد مواجهات بين الوحدات الخاصة من الحرس الوطني والمجموعة الإرهابية، وتتواصل عمليات التمشيط وتعقب العناصر الإرهابية، وذلك بإسناد من وحدات الجيش الوطني والوحدات التابعة لإقليم الحرس الوطني بالقصرين".