لم تهدأ الساحة السياسية في تونس منذ إعلان تصويت البرلمان الأوروبي على إدراج تونس ضمن القائمة السوداء للدول الأكثر عرضة لمخاطر غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، بعد أيام قليلة من إدراجها من قبل الاتحاد الأوروبي في قائمته السوداء للملاذات الضريبية التي شطب اسمها منها أواخر جانفي. و لئن اعترضت تونس على قرار إدراجها ضمن القائمات السوداء للاتحاد الأوروبي، فإن ذلك لم يغير شيئا على الساحة سيما و أن تونس تمر بمرحلة جد حساسة على جل الأصعدة و في أمسّ الحاجة للدعم الأجنبي ولاستقطاب المستثمرين اليها ، و الحال أن ورود اسمها ضمن هذه القائمات يؤثر بشكل مباشر على ذلك ويقلل حظوظها بالحصول على المساندة. وتضافرت جهود عديد الأطراف لإخراج تونس من القائمة السوداء لتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، وتُعلّق الأمال بالدورة ال14 لمجلس الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي لإعلان سحبها من هذه القائمة. وتحتضن العاصمة البلجيكية ببروكسال اليوم الثلاثاء أشغال هذه الدورة برئاسة كل من وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، والمفوضة السامية للشؤون الخارجية وسياسة الأمن بالاتحاد الأوروبي فريدريكا موغريني ، وبحضور السيد جوهانس هان المفوّض الأوروبي المكّلف بالتوّسع والسياسة الأوروبية للجوار وفق بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية. وذكر نص البلاغ أن هذه الدورة تمثل "مناسبة لاستعراض التطور الذي شهدته العلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي منذ اجتماع الدورة الثالثة عشر لمجلس الشراكة في ماي 2017، ولبحث سبل تعزيز التعاون بين الطرفين واستكشاف إمكانيات تعزيز الشراكة المتميزة بين الطرفين للفترة ما بعد 2020". ومن المنتظر أن يتم إطلاق مبادرات تعاون جديدة لدعم الشراكة لاسيما في مجال اللامركزية إثر تنظيم تونس للانتخابات البلدية في 6 ماي الجاري، والتنمية والشباب والتعاون السياحي والثقافي، وتوقيع اتفاقية للتكوين والتبادل الدبلوماسي بين تونس والاتحاد الأوروبي. وأضاف البلاغ أن تونس " تتطلع إلى تحقيق نقلة نوعية في العلاقات مع الفضاء الأوروبي بما يعزز ما حققته في مجال الانتقال الديمقراطي ويساعدها على مجابهة التحديات الأمنية والاقتصادية وتجسيم مختلف الاصلاحات الاقتصادية وأولويات المخطط التنموي 2016-2020″. ولئن لم يخرج نص البلاغ عن الشكل النمطي لجلّ البلاغات التي تقدّم مثل هذه المناسبات ولم يأت على ذكر مسألة القائمة السوداء لتبييض الاموال وتمويل الإرهاب، فإن الآمال معلّقة بأن تُطرح هذه المسألة ، سيما وأن زيارة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الأخيرة إلى مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسال حيث تم استقباله من طرف فريديريكا موغريني ، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ، دعا خلالها إلى سحب تونس من القائمة السوداء التي أُدرجت فيها أخيرا بالنظر الى ان الحكومة التونسية تعمل بجدية على محاربة تمويل الاٍرهاب و تبييض الأموال.