لا حديث في مواقع التواصل الاجتماعي و في وسائل الإعلام سوى عن الكاميرا الخفية "شالوم"، التي انطلقت في بثّ أولى حلقاتها يوم الأحد 20 ماي. الكاميرا الخفية و التي عرّفَها مُقدمها وليد الزريبي بأنها ستقوم بفضح من هم مستعدون للتعاون مع الكيان الصهيوني ، كانت لها غايات أخرى بعيدا عن ذلك الجلباب الذي ألبسه لها مقدمها، ذلك أن الكاميرا و بحسب ما اشار إليه الكثيرون تبنت غايات مشبوهة أولها تمييع فكرة التطبيع و التهوين من خطورته و ثانيها هرسلة و ضرب مصداقية المناضلين و الثوريين بعد أن عجزت كل المؤامرات خلال السبع السنوات الفارطة في تشويههم ، من ذلك نذكر المحامي عبد الرؤوف العيادي الذي تم ترهيبه و ترويعه في برنامج يدّعي انه كاميرا خفية بعد أن قام نفس الاعلامي في السابق بوصفه بالجنون. وحسب السيناريو فانه يتم الاتصال بالضيف وإيهامه بان قناة السي آن آن الأمريكية تود محاورته وتتجه إليه سيارة مرسيديس رئاسية تحرسها سيارة بورش ويتم نقل الضيف إلى قصر بجهة سكرة وهناك يلتقي إمراة يتم تقديمها على انها سفيرة إسرائيل بتونس كما يلتقي حاخاما إسرائيليا. و عرضت يوم أمس الاثنين 21 ماي ، حلقة رئيس حركة وفاء العيادي رؤوف العيادي، الذي وجد نفسه محاطا بالشخصيات المذكورة و لعل الشخصية الرئيسية التي لم يقع ذكرها هو الحارس الذي يطوف الغرفة ذهابا و إيابا حاملا معه مسدس حسب الصورة المعروضة، ليسلط بذلك ضغطا رهيبا على الضيف الذي يجد نفسه في حضرة جهاز نافذ و خطير "الموساد" و قادر على اغتيالة في أي لحظة. و تعاطف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي و أهم المدونين مع السياسي عبد الرؤوف العيادي مُعتبرين أنه تم الزجّ به في لعبة "خسيسة" هدفها تشويه البعض و تلميع البعض الآخر. و اعتبر الباحث سامي براهم في تدوينة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي، أن لهذه الكاميرا الخفية نية كيدية مشبوهة و يتضح ذلك من خلال حجب مشهد التهديد بالسلاح الذي تعرف له العيادي . و تحت عنوان "عبثا تحاولون"، كتب سامي براهم ما يلي : "توضّحت النيّة الكيديّة للكاميراه المافيوزيّة المشبوهة من خلال حجب مشهد التّهديد بالسّلاح الذي تعرّض له الأستاذ عبد الرّؤوف العيادي عند مقاطعته للجلسة ومغادرته للقاعة ثمّ عودته تحت الترهيب، ما تعرّض له الأستاذ جريمة تامّة الأركان يعاقب عليها القانون هناك خطّة مدبّرة لتشويه البعض وتلميع البعض الآخر فضلا عن تمييع فكرة التطبيع والتّهوين من خطورتها على الأمن القومي للبلد أنت فوق الشّبهات أستاذي ، يريدون تسفيه كلّ صيحات التّحذير التي أطلقتها عن التطبيع والاختراقات الاستخباراتية التي صدّقها الواقع ، في السابق قالوا مجنون واليوم يريدون أن يقولوا أنّك انتهازيّ ومطبّع ، لكن هيهات عبثا يحاولون ، أمّا نحن الذين خبرنا الساحات في زمن عزّ فيه الرّجال فنعرف معدن الرّجال والشّرفاء" من جانبه، أكّد عبد الرؤوف العيّادي أنّ حلقة الكاميرا الخفية "شالوم" تضمّنت الكثير من "التركيب" (الفبركة). وأكّد تعرّضه إلى التهديد المباشر من خلال عون الحراسة الذي كان مسلحا وما جاء على لسان الشخص الذي كان يتقمّص دور الحاخام اليهود من أنّه موضوع على قائمة الإغتيالات. وقال إنّه تمّ احتجازه رغم ارادته وأنّه كان خائفا لأنّه كان موجودا داخل السفارة الإسرائيلية السرية المزعومة، أي أنّه كان بين يدي عدوّه وكان يتوقّع في أي لحظة أن يصيبه مكروه، حسب تصريحه. وعن سبب قبوله بالتعامل مع اسرائيل وفق ما جاء في تصريحه خلال الحلقة المذكورة قال العيادي: "لحظتها كانت لدي مشكلة مع عملاء الداخل الذين قاموا بإحتجازي وكان المطلوب ترهيبي حيث كنت مسلوب الإرادة". وتابع قائلا "كنت أنتظر في أي لحظة توجيه رصاصة نحوي وأن تتم تصفيتي". وقال عبد الرؤوف العيادي إنّه كان في حالة سيئة ورفض حتى الماء الذي قُدّم إليه لأنه توجّس من محتوى القارورة، حسب قوله، مضيفا بأنّه استسلم لواقع اغتصاب ارادة. ووصف العيادي وليد الزريبي بالمجرم وأضاف بأنّ القضاء سيثبت ذلك وسيكشف عن اللوبيات التي يشتغل لحسابها. يُشار إلى أنّ عبد الرؤوف العيادي قد تقدّم بشكاية ضدّ وليد الزريبي ومصوّر الحلقة بتهمة الإحتجاز كما طالب العيادي بنشر التسجيل الكامل للحلقة دون مونتاج.