لا يزال الحديث عن مآل حكومة يوسف الشاهد متواصلا، في ظل ضبابية المشهد السياسي الذي تطوقه التساؤلات عمّا إذا ستستأنف مشاورات وثيقة قرطاج 2 أم أن تعليقها سيطول أكثر بعد. ويبدو أن الاتحاد العام التونسي للشغل لم يتراجع عن مطلبيته القطعية حول ضرورة تغيير الحكومة برمتها، وهو ما يظهر من خلال اللقاءات الماراطونية التي يقوم بها الأمين العام للاتحاد نورالدين الطبوبي خلال الأيام القليلة الماضية مع مختلف الأطياف السياسية. وكان الطبوبي قد اجتمع الأربعاء مع عدد من قيادات حزب نداء تونس، بمن فيهم المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي، حيث أكد الناطق باسم الحزب منجي الحرباوي وجود تطابق في وجهات النظر بين الجانبين حول ضرورة إجراء تعديل وزاري شامل للحكومة. وأشار الحرباوي، عقب اللقاء، إلى أن الاتحاد متمسك باستئناف الحوار السياسي حول وثيقة قرطاج 2 لحل القضايا الخلافية حول مصير حكومة يوسف الشاهد. كما التقى زعيم المركزية النقابية في وقت سابق ممثلين عن أحزاب "آفاق تونس" و"تونس إلى الأمام" و"تونس أولا" و"الاتحاد الوطني الحر". وعقب اللقاء الذي جمعهم بالاتحاد، أكد القيادي في حزب "تونس أولا" خميس قسيلة أن "بداية الحل لأزمة الحكم في تونس، هو تكوين حكومة كفاءات وطنية تتفرغ للشأن الوطني" ، فيما اعتبر عبيد البريكي الأمين العام لحزب "تونس إلى الأمام" أن حكومة يوسف الشاهد باتت «منتهية الصلاحية» منذ انطلاق المشاورات حول وثيقة قرطاج 2 مشيراً إلى أن اتحاد الشغل "قادر على قيادة حوار وطني عاجل لضبط برنامج إنقاذ للبلاد، باعتباره غير معني بالتجاذبات السياسية وبالاستحقاقات الانتخابية المقررة لسنة 2019″، وهو ما يفسر أن الطبوبي نجح إلى حد ما في إقناع مختلف الفرقاء السياسيين بوجهة نظره. في المقابل، جددت حركة النهضة تمسكها بالتعديل الجزئي للحكومة على اعتبار أن التغيير الشامل سيؤثر سلباً على الاستقرار السياسي في البلاد، حيث اكد، القيادي في الحركة رفيق عبد السلام أن "النهضة لم تساند أحداً، هي فقط ساندت الاستقرار في تونس، البلد الذي أرهقته التقلبات السياسية وليس من مصلحة أحد خلق أزمة جديدة" .