في ظلّ متغيّرات المشهد السياسي المتقلب الذي تعيش على وقعه البلاد، تبدو الرؤية حول خفايا المرحلة القادمة من مستجداتٍ غير واضحة نوعًا ما. ولا يزال الحديث عن مآل حكومة يوسف الشاهد متواصلا، في ظل المشهد السياسي الذي تطوقه التساؤلات عمّا إذا ستستانف مشاورات وثيقة قرطاج 2 أم أن تعليقها سيطول أكثر بعد ، لاسيما أمام مواصلة الاتحاد العام التونسي للشغل تعنته فيما يخص مصير الحكومة. و عاد اتحاد الشغل الى شن هجوم فعلي على الحكومة، من جديد، والاستعداد لمواجهتها على الأرض، داعياً "الشغالين للاستعداد للدفاع عن حقوقهم بكل الطرق المشروعة". وكان الأمين العام المساعد بالمنظمة الشغيلة سامي الطاهري قد صرح، حديثًا ، بأن تاريخ 10 جويلية سيكون أول يوم من التحركات الاحتجاجية. وأضاف الطاهري ان البداية ستكون بأعوان الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه "الصوناد" التي تشكو مشاكل كبيرة. ومن جهة أخرى، قال الطاهري ان الاتحاد سيتفاوض مع هذه الحكومة حتى آخر ليلة قبل رحيلها، مؤكدا ان المنظمة الشغيلة ‘تواصل المطالبة بتغيير كلي للحكومة الحالية في مقدمتها رئيس الحكومة يوسف الشاهد". وأضاف الطاهري ان الاتحاد سيتفاوض مع الحكومة في المواضيع الاجتماعية الى آخر يوم من فترة بقائها، مشيرا إلى ضرورة تفعيل الاجراءات الدستورية لحلحلة الازمة السياسية الحالية "التي يهدد استمرارها عملية الانتقال الديمقراطي و يزيد من درجة الاحتقان الاجتماعي"، وفق تعبيره. و قال إنه لابد من التحرك ضد السياسات "الخاطئة والمرتجلة" للحكومة الحالية. واضاف الطاهري في الصدد ذاته ان "التحوير الجزئي لا يعتبر حلا وأن الاصرار على الابقاء على الحكومة الحالية هو اصرار على الفشل"، حسب تعبيره. و من جهته شدد سمير الشفي الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل على أن "جميع المعطيات والمؤشرات قد تقود إلى انفجار اجتماعي سيأتي على الأخضر واليابس"، ولفت في تصريح لوسائل الإعلام المحلية إلى "وجود مخاوف حقيقية من حدوث هذا الانفجار، خاصة في ظل "انفلات" الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة. غير أنه قال، بالمقابل: إن"استراتيجية الاتحاد قائمة على الحوار والإصلاح والانحياز إلى المصلحة العامة ومصلحة الطبقة المتوسطة". ويخشى متابعون أن تنفلت موجة الاحتجاجات القطاعية التي يعتزم اتحاد الشغل تنظيمها عن السيطرة، ويفشل في تأطيرها ، مشيرين الى إن اتحاد الشغل يدرك خطورة الغليان الاجتماعي، ويعي أن الانفجار الاجتماعي إذا ما انطلق فإنه سيكون وخيماً.