لا يزال وقع العملية الارهابية التي شهدتها منطقة عين سلطان بجندوبة والتي راح ضحيتها ستة من خيرة قوات الحرس الوطني ، مدويّا، لاسيما وقد تعددت الروايات والتحليلات بشأن الهجوم . ولعلّ من أبرز التصريحات التي صدرت عقب الهجوم الارهابي، ما أدلت به مديرة المركز الدولي للدراسات الأمنية والعسكرية بدرة ڨعلول ، حول حيازة مركزها على معلومات بخصوص العملية الارهابية قبل حدوثها، وذلك بتمكنه من "اختراق العناصر الإرهابية التي استهدفت دورية أمنية بعين سلطان بجندوبة وأنها أبلغت السلطات الأمنية بهذه العملية قبل أن تقع لكن الأمن لم يتخذ أي إجراء." وفي خضم هذا الشأن، أكد الناطق الرسمي باسم القطب القضائي لمكافحة الارهاب سفيان السليطي، الثلاثاء 17 جويلية 2018، "ضرورة أن يتوجه كل من لديه معلومات عن وجود مخاطر إرهابية الى القضاء لأنه الجهة الوحيدة المخولة للبحث في هذه المسائل وليس مواقع التواصل الاجتماعي". وأشار السليطي إلى أن النيابة العمومية بالقطب قررت الإبقاء على فتاة في حالة سراح ، بعد أن تم سماعها يوم الجمعة الماضى بخصوص التصريحات الأخيرة لمديرة " المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكريّة" بدرة قعلول حول عملية عين سلطان الإرهابيّة، مشيرا الى أنه تم تكليف الإدارة العامة للأمن الوطني بالقرجاني بمواصلة الأبحاث في هذا الملف. وشدد السليطي على "أن كل من لا يدلى بمعلومات توفرت لديه في علاقة بمكافحة الارهاب يتعرض إلى المؤاخذة الجزائية على معنى القانون المتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال" وينص الفصل 37 من هذا القانون على أنه " يعد مرتكبا لجريمة إرهابية ويعاقب بالسجن من عام إلى خمسة أعوام وبخطية من خمسة آلاف دينار إلى عشرة آلاف دينار كل من يمتنع، ولو كان خاضعا للسر المهني، عن إشعار السلط ذات النظر حالا بما أمكن له الاطلاع عليه من أفعال وما بلغ إليه من معلومات أو إرشادات حول ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية المنصوص عليها بهذا القانون أو احتمال ارتكابها". للاشارة فقد مثلت رئيسة "المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكريّة"، يوم الجمعة الماضى بحالة تقديم أمام القطب القضائي لمكافحة الإرهاب وأدلت بأقوالها بخصوص تصريحاتها الأخيرة قبل أن تقرر النيابة العمومية الابقاء عليها في حالة سراح مع مواصلة الابحاث. وكانت تصريحات قعلول قد أثارت عاصفة من الجدل في تونس، وبناء عليها قرر قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الارهاب بتونس، تحجير السفر على مديرة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية بدرة قعلول . وكانت وحدة مكافحة الإرهاب قد استدعت قعلول، للتحقيق معها حول تصريحاتها الأخيرة حول وجود تسجيل يؤكد تحضير كتيبة عقبة بن نافع لعملية إرهابية في جندوبة، وفق ماتداولته وسائل إعلامية. وفي تعليقه على ذلك ، وصف الناطق باسم الداخلية العميد سفيان الزعق هذه التصريحات بأنها "مغلوطة وكاذبة"، داعيًا قعلول إلى تقديم ما يثبت بأنها أبلغت السلطات بوجود عملية إرهابية في جندوبة، فيما صرح محاميها بأنها قدمت الى القضاء تسجيلا صوتيا أرسلته اليها الفتاة المذكورة تحذر فيه من وقوع عملية ارهابية في جندوبة. ومن جهته، اعتبر الجريبي أن ربط العملية الإرهابية الأخيرة بموجة التغييرات الجديدة داخل الوزارة "لا أساس له من الصحة"، داعيًا السياسيين التونسيين إلى "عدم اللعب بالإرهاب وكل ما يتعلق بأمن تونس لكسب نقاط سياسية".