لا يزال وقع التعيين المفاجئ لوزير جديد على رأس وزارة الداخلية مدويا، بعد حوالي شهر ونصف من إقالة وزير الداخلية السابق لطفي براهم وتعيين وزير العدل غازي الجريبي وزيرا للداخلية بالنيابة . و دون أن يتشاور مع مكونات الحكم، و دون أي سابق إنذار، أعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الثلاثاء 24 جويلية 2018، تعيين هشام الفوراتي وزيرا للداخلية منوها بأنه سيتوجه لمجلس نواب الشعب لتمرير التحوير الجزئي او بالاحرى سد الشغور بالوزارة المذكورة، في وقت ينادي فيه عديد الأطراف باستقالة يوسف الشاهد من الحكومة. و شغل الفوراتي منصب مدير ديوان وزير الداخلية منذ عهد وزير الداخلية السابق الهادي المجدوب، كما تحمل عدة مسؤوليات في الدولة. وقد عول عليه وزير الداخلية بالنيابة غازي الجريبي منذ توليه منصبه، باعتباره المسؤول السياسي والإداري الأول بعد الوزير على رأس الوزارة. وولد الفوراتي في 9 جوان 1967 في تونس العاصمة، وهو مجاز في القانون الخاص من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس سنة 1992 وحاصل على شهادة ختم الدروس بالمرحلة العليا للمدرسة الوطنية للإدارة في سنة 1996. وشغل الفوراتي منصب والي المنستير منذ 2011، وقد تحمل المسؤوليات بكل من الإدارة العامة للشؤون الجهوية والإدارة المركزية وبديوان وزير الداخلية. وخلفت إقالة لطفي براهم منذ 6 جوان انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة من داخل حزبه ومن المعارضة. وفي تعليقه على ذلك، قال الناطق الرسمي باسم حزب حركة نداء تونس المنجي الحرباوي الاربعاء 25 جويلية 2018، إن رئيس الحكومة يوسف الشاهد لم يستشر الحزب قبل تعيين وزير الداخلية الجديد هشام الفوراتي. وأوضح الحرباوي أن الشاهد لم يستشر كل هياكل الحركة بدءا بالكتلة البرلمانية وصولا الى الإدارة التنفيذية مشيرا إلى أن الوزير الجديد مدعوما من حركة النهضة ومن رئاسة الحكومة. وعما إذا كانت كتلة النداء ستصوت لصالح الوزير الجديد أم لا قال الحرباوي" عندما يأتي إلى البرلمان ان شاء الله يحظى بالثقة". يذكر أن القيادي والنائب عن حركة النهضة أُسامة الصغير، كان قد أكد اليوم الاربعاء 25 جويلية 2018، أنه تم اعلام حركة النهضة مسبقا باقتراح تعيين هشام الفوراتي وزيرا للداخلية . وأضاف الصغير أن النهضة "تعتبر الفوراتي خيارا من داخل وزارة الداخلية و لديه اطلاع على جميع الملفات منذ عهد وزير الداخلية الأسبق الهادي مجدوب" قائلا " الفوراتي ينسجم مع الخيار الذي بنت عليه الحركة دعمها للحكومة". وقد أعلن رئيس الحكومة، في تصريح اعلامي الاربعاء، أنّه سيتوجّه إلى مجلس نواب الشعب موفى هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل على أقصى تقدير بعد تعيينه هشام الفوراتي وزيرا جديدا للداخلية لنيل الثقة بخصوص هذا التعيين الذي جاء في اطار سد الشغور بعد ما يقارب الشهر ونصف الشهر على اقالة لطفي ابراهم. وطالب الشاهد كل من يدعو إلى مسألة تغيير الحكومة ب"أن يأخذ بعين الإعتبار الاستحقاقات المقبلة والتزامات الدولة وأساسا المفاوضات الإجتماعية التي تنتهي في 15 سبتمبر 2018 واستقبال بعثة صندوق النقد الدولي يوم 15 أوت 2018 والاعداد لمشروع قانون المالية في 15 أكتوبر 2018، اضافة إلى انجاح الموسم السياحي وتوظيف نجاحه، مشدّدا على أن تونس أمام تحديات وأنه يجب ضرورة عدم تعريض مصالح الدولة للخطر. واعتبر متابعو الشأن السياسي أن يوسف الشاهد أراد من خلال هذا التعيين المفاجئ أن يثبت للراي العام وللفرقاء السياسيين أن المحاولات المتفرقة لضربه لن تثنيه عن متابعة مهامه على رأس الحكومة. كما رأوا أن الشاهد اراد أن يسجل بهذه الخطوة هدفا في مرمى مريدي استقالته ليبرهن أنه مستعد لخوض معركة كسر العظام لآخر نفس.