لا يكاد يمر يوم دون أن يتناول عدد من صفحات منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية والصحف الورقية والمنابر الإعلامية الحديث عن استفحال أزمة الأدوية بالبلاد وتسلط الضوء على فداحة المرحلة القادمة التي تنتظر قطاع الصحة في تونس مع تآكل مخزونها من الأدوية. هذه الأنباء المتواترة خلال الفترات الأخيرة، فندها وزير الصحة عماد الحمامي ، في تصريح إعلامي الخميس 26 جويلية 2018، مؤكدا أن "القائمات التي يتم تداولها والمتعلّقة بالأدوية المفقودة لا أساس لها من الصحة " واصفا إياها ب"المهولة". كما أشار الحمامي إلى أنّ "هذه القائمات والأخبار الزائفة تتداول منذ شهر فيفري، والمستشفيات تعمل بشكل عادي والعمل متواصل في المصحات والمستشفيات ولم يتم تسجيل أي كارثة بسبب نقص الأدوية"، حسب تعبيره. وبين الحمامي في تصريح لإذاعة موزاييك أف أم، أنّ "وزارة الصحة طالبت الجمعيات والصيادلة بمدها بقائمة الأدوية المفقودة من أجل توضيح الأمر للرأي العام". وأرجع الوزير تعطّل عملية تزويد الصيدليات و المستشفيات بالادوية إلى "تعطل سوق 2018 لأنّ لجنة الصفاقات العمومية رفضت عملية التزويد"، موضحا أنه "طالب أن تصبح وزارة الصحة وزارة سيادة لأن وزاريتي الداخلية والدفاع مثلا لا تخضعان مثلا للجنة الصفقات العمومية "، وفق تصريحه. وكان رئيس جمعية الصيادلة ناظم شاكري قد أكد، الأربعاء 25 جويلية 2018، تسجيل نقص حاد في عديد الأدوية الحياتية ومن بينها التي تهم أمراض السكر وضغط الدم والتي لا يمكن للمريض أن لا يتناول منها. وبيّن شاكري، أن الإشكال يتمثل في عدم وجود أدوية جنيسة لتلك المفقودة الأمر الذي يدفع المريض إلى العودة لطبيبه لاتباع علاج آخر مختلف لنفس المرض مشددًا على أن هذا الإشكال يؤثر مردودية الصيدليات والصحة بصفة عامة. وفي سياق متصل ، لفت وزير الصحة عماد الحمامي إلى أن "التبيان في نسبة استهلاك الأدوية بين الولايات التي سجلت في المناطق الحدودية زيادة ب30 بالمائة، دليل على أنّ هناك تهريب بما يفوق 400 مليون دينار"، وذلك في حديثه على "وجود ملفات فساد من الحجم الكبير في وزارة الصحة، تتعلّق بتهريب الأدوية والصيدلية المركزية". وأفاد الحمامي بأن "شبكات كبيرة في تهريب الأدوية تمت الإطاحة بها في صفاقس، ومدنين والقصرين في العاصمة وكلها ملفات من الحجم الثقيل". وأضاف الوزير "يوميا يتم الكشف عن لوبيات تهريب الأدوية وتقديهم للقضاء"، مشيرا إلى أن "الأدوية فيها تلاعب كبير وهناك أطباء متورطون وصيادلة، والصيدلية المركزية متورّطة أيضا في ملف فساد من الحجم الثقيل "، وفق تعبيره.