الحديث عن مآل حكومة يوسف الشاهد متواصلا، في ظل ضبابية المشهد السياسي الذي تطوقه التساؤلات عمّا إذا ستستانف مشاورات وثيقة قرطاج 2 أم أن تعليقها سيطول أكثر بعد. ويبدو أن الاتحاد العام التونسي للشغل لم يتراجع عن مطلبيته القطعية حول ضرورة تغيير الحكومة برمتها. ورغم الأريحية التي كسبتها الحكومة مؤخرا على الساحة السياسية بعد كسب الثقة في وزير الداخلية الجديد هشام الفوراتي وخطاب رئيس الحكومة على هامش جلسة التصويت عليه الذي أكد فيه كامل استعداده لمواصلة الحكم الى غاية انتخابات 2019 ، فإن اتحاد الشغل يصرّ على الدعوة لإجراء تحوير وزاري جذري. وفي خضم هذا الشأن ،قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يوم الثلاثاء 31 جويلية 2018، في بنزرت، إن موقف المنظمة ثابت بشأن التحوير الحكومي وهو موقف منبثق من تقييمات موضوعية لا تستهدف أشخاصا أو أطرافا. وأوضح لدى افتتاحه النسخة الثانية من مصيف الشباب والمرأة العاملة (من 31 جويلية الى 05 أوت) الذي ينظمه الاتحاد بفضاء مركز التربصات والاصطياف والتخييم بالرمال، أن استفحال ضنك العيش وتراجع الدينار وزيادة الأداء على القيمة المضافة كلها مؤشرات على صعوبة الوضع بالبلاد وهو ما يستدعي تغييرا صلب الحكومة، وفق تقديره. وأضاف الطبوبي قائلا: "لا يجب الصمت على غلاء الاسغار وغياب الضغط على مسالك التوزيع وبارونات التهريب، لأنها وضعية تمثل خطرا على الديمقراطية والانتقال الديمقراطي"، واصفا المناخات السياسية بالمتوترة قي غياب توافق حول مشروع وطني حقيقي. واعتبر حقوق المتقاعدين خطا أحمر لا يجب المساس بها، مؤكدا أن الاتحاد يحيي نضالات المتقاعدين الذين أسهموا في بناء البلاد وما يزالون، حسب تعبيره. وبدوره، أكد الطاهري أن الاتحاد ثابت على موقفه الداعي إلى تغيير الحكومة برئيسها، قائلا: "اتحاد الشغل لا يتلون كالحرباء ليغير مواقفه ومتمسك بتغيير الحكومة باعتبار أن عناصر فشلها التي شكلت موقفنا مازالت قائمة وخاصة بعد مشهد منح الثقة لوزير الداخلية الذي شهده البرلمان". وأضاف أن هذه الجلسة أكدت المشهد السياسي المتعثر في البلاد والذي يقودها أكثر نحو المجهول في صورة عدم اتخاذ القرارات الصائبة بصفة عاجلة، لافتا إلى أن الاتحاد تحدث منذ شهر فيفري عن ضرورة إجراء تحوير وزاري ولكنه لم يجد آذانا صاغية ليدعو فيما بعد الى ضرورة رحيل الحكومة وتغييرها تغييرا جذريا وهو الموقف الذي مازال عليه إلى حد اللحظة ولن يغيّره، وفق تعبيره. و أكّد الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل أن الاتحاد متمسك بتغيير الحكومة من منطلق أن عناصر فشلها مازالت قائمة.