نفّذ أعوان شركة النقل بتونس، مساء الخميس انطلاقا من الساعة الثالثة تقريبا إضرابا "عشوائيا ومفاجئا" دون سابق إنذار، والذي شمل شبكات المترو الخفيف في ولاية تونس الكبرى والخط الحديدي تونسحلق الواديالمرسى وشبكات الحافلات ما عدى الحافلات التابعة بالنظر لإقليم بن عروس. وخلق هذا الإضراب حالة من الغضب والسخط في صفوف المواطنين الذين اضطروا إلى قطع المسافة بين الشغل وبيوتهم مشيا على الأقدام جرّاء هذا الإضراب والطلب الكبير على سيارات الأجرة. ويبدوا ان الصراع مستمرّ بين النقابة والشركة والخاسر الأكبر هو المواطن الذي يجد نفسه في كلّ مرّة دون وسائل نقل في وقت الذروة وقت العودة إلى البين مع شلل كامل بسبب إضراب أعوان شركة النقل. وكان المكتب التنفيذي للفرع الجامعي للنقل بتونس التابع للإتحاد العام التونسي للشغل قد دعا، في بلاغ نشره يوم الأربعاء، كافة الهياكل النقابية لشركة نقل تونس بالجهة لعقد جلسة طارئة يوم السبت 4 أوت 2018 للتباحث حول "تدهور الوضع العام داخل المؤسسة وتراجع الإدارة العامة عن تنفيذ الاتفاقات والمحاضر المبرمة مع هياكل الاتحاد. وحمّل الفرع الجامعي للنقل بتونس، في نفس البلاغ، الرئيس المدير العام للشركة مسؤولية "توتر المناخ الاجتماعي وكل مايترتب جراء مواصلة الإستماتة في الهروب إلى الأمام وعدم الرغبة في اتخاذ خطوات إصلاحية جدية". من جهته، عبّر الرئيس المدير العام لشركة نقل تونس صالح بالعيد عن اعتذاراته صباح اليوم الجمعة، من الشعب التونسي على خلفية الإضراب الفجئي الذي نفذه اعوان الشركة مساء الأمس متوعّدا الاعوان المخالفين "بصفة معزولة" باتخاذ الإجراءات التأديبية ضدهم. وأقر بالعيد انه لم يقدم تعليمات بوقف العمل وحمل المسؤولية للطرف الذي أمر بوقف حركة النقل، مبينا انه سيتم اتخاذ الإجراءات التأديبية ضد من يثبت تورطه، مبينا أنه وحتى اللحظة لا علم لهم بمن قدم أمر وقف العمل. وشدد لدى حضوره في إحدى البرامج الإذاعية على ضرورة أن يكون الإضراب قانونيا في حالة المطالبة بالحقوق واللجوء للحوار مؤكّدا على أن الإجراءات التأديبية ستتخذ ضد من يثبت تورطه. وأشار المتحدث انهم وبعد المعاينة الاولية سيقدمون قائمة لوزارة النقل بأسماء الأعوان الذين تخلفوا عن مواقع عملهم. يذكر أن الرئيس المدير العام لشركة نقل تونس صالح بلعيد أوضح صالح بلعيد أن معلومة وردت على ادارة الشركة مفادها أن الأعوان أضربوا بسبب ‘سلفة' 200 دينار لعيد الإضحى التي يتم التفاوض والتحاور حولها. وبين المتحدث أنه ورغم الوضعية الصعبة لشركة نقل تونس فإنه سيتم الضغط من أجل منح ‘السلفة' للأعوان واقتطاعها فيما بعد على 4 اشهر من رواتبهم. وشدد بلعيد على أن باب التفاوض مازال مفتوحا، وأن الشركة لم تتراجع على السلفة، وأنه إذا تبين أن السبب الرئيسي للإضراب العشوائي هو ‘السلفة' فسيتم إيقافه. وفي المقابل، انتقد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل فاروق العياري، تصريحات الرئيس المدير العام لشركة نقل تونس صالح بلعيد المتعلقة ب"سلفة" ب200 دينار بمناسبة عيد الإضحى. وقال فاروق العياري إن تصريحات صالح بلعيد تضمنت مغالطات، مبينا أن هذا الأخير تراجع في آخر لحظة عن إمضاء محضر الاتفاق المتعلق بالتسبقة صباح اليوم بعد تلقيه مكالمة هاتفية. وقال العياري إن ممثل الشركة أبلغ الطرف النقابي الحاضر في اجتماع اليوم إنه تلقى تعليمات بعدم توقيع المحضر وعدم منح التسبقة للأعوان مشددا على أن التفاوض خُتم والرئيس المدير العام لشركة نقل تونس تراجع عن تعهداته بناء على مكالمة هاتفية.