بعد 9 سنوات أمضاها كريستيانو رونالدو في ريال مدريد, جعلت منه ثاني أفضل لاعب في تاريخ النادي الإسباني, أسس خلالها نجاحات حولت ريال مدريد من نادٍ عادي إلى "الأعظم" في تاريخ كرة القدم, يرحل اليوم رونالدو عن الريال لينظمّ إلى فريق يوفنتوس الإيطالي. وقد سجّل كريستيانو خلال مسيرته مع الريال 450 هدف في 438 مباراة, أرقام قياسية سيعجز آخرون عن مقارعتها طيلة عقود، لكنه لم يكن مجرد ماكينة تهديف, بل تميّز دوماً بنَهَمِه ليكون الأفضل, وروحه القتالية وشخصيته القيادية وقدرته العجيبة على التفوّق على نفسه, ناهيك عن سعيه "المرضي" إلى الكمال في مسيرته, وهوسه بالفوز وبالألقاب, الجماعيّة والفرديّة, ومِهنيّته كلاعب محترف. لكن تعاقد رونالدو مع الريال لم يكن مثالياً، إذ شابته خلافات وعثرات شبه دائمة, فاقمها كبرياء اللاعب الذي اعتقد أنه يستطيع أن يبتزّ النادي متى يحلو له, وأن يفرض شروطه عليه, لا سيّما على رئيسه فلورنتينو بيريز, لكن الأمر لم ينجح و إنتهى بخروجه من الفريق. وقد صرّح كريستيانو إنه إختار هدفه بالضربة المقضية في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا خلال الموسم الماضي, الأجمل في مسيرته الكرويّة. اذ كان الهدف الذي سجّله بقميص ريال مدريد في شباك يوفنتوس وسط جماهير الفريق الإيطالي, لينفجر الملعب تصفيقا لتحيته على جمال الأسلوب في تسجيل الهدف, سببا في نقل قلبه من ريال مدريد إلى فريق "السيدة العجوز", قبل إتمام أي صفقة بشكل رسمي. ويُذكر أنّ الريال يواجه تحدياً استثنائياً هذا الموسم, بعدما خسر في غضون أسابيع اثنين من أساطيره: مدربه زين الدين زيدان ورونالدو. لكنه أعدّ نفسه منذ سنوات لهذه الحقبة, عبر تعاقده مع لاعبين ناشئين واعدين, ويعتزم بيريز على استقدام نجم عالمي, أو أكثر, رغم إدراكه أن أحداً لن يستطيع ملء الفراغ الذي خلّفه كريستيانو, كروياً وتسويقياً. هذا ولم يفَوت رونالدو فرصة رحيله عن الريال ليؤكد سهولة قرار الرحيل عن ناديه السّابق والانتقال الى يوفنتوس في صفقة قياسيّة للدوري الايطالي قيمتها 115 مليون يورو.