شهدت اغلب مناطق الجمهورية في الأيام الاخيرة نزول كميات هامة من الأمطار بعد فترة من الجفاف أدت إلى جفاف السدود ونقص في الثروة المائية مما تسبب بدوره في اضطرابات في توزيع المياه. أمطار هامة تسببت في اختناق وشلل شبه تام في حركة المرور خاصة،وقد وصلت كميات الغيث النافع المسجلة إلى أكثر من 105 ملم ببنزرت اليوم حيث كشفت الأمطار القوية والجارفة اهتراء البنية التحتية وضعفها في مجابهة الفيضانات العارمة التي شهدتها المدينة اليوم. وقامت الوحدات العسكرية اليوم الجمعة من إجلاء 42 مواطنا من منازلهم التي غمرتها المياه بمدينة بنزرت وذلك على اثر هطول كميات كبيرة من الأمطار بالمدينة وفق بلاغ صادر عن وزارة الدفاع الوطني. وأضاف البلاغ أن عمليات تدخل الوحدات العسكرية مستمرة بالتنسيق مع الحماية المدنية والوحدات الأمنية بالمكان. وشهدت كافة مناطق بنزرت الكبرى وعدد من المناطق الغربية للولاية منذ فجر اليوم وإلى حدّ الظهر نزول كميات غير مسبوقة من الأمطار مصحوبة بزوابع رعدية قوية جدا. وقد أسفرت هذه الأمطار عن تعطّل حركة المرور خاصة بوسط مدينة بنزرت وعلى الطريق الجهوية 11 الرابطة بين طريق السيارة ومدخل جرزونة وغيرها وتسرّب المياه إلى عدد من المحلات التجارية والمساكن كما خلفت أضرارا مادية للمتساكنين والمحلات التجارية. وبات الوضع في ولاية بنزرت مساء اليوم الجمعة تحت السيطرة بعد هطول أمطار إعصارية بكميات قياسية طيلة اليوم بلغت في بنزرتالمدينة 105 مم وبتينجة 112 مم وببنزرت الجنوبية 87 مم وأكثر من 100 مم بجرزونة ومنزل جميل ومنزل عبد الرحمان، وفق ما أكده والي بنزرت ورئيس اللجنة الجهوية لتنظيم النجدة محمد قويدر. يذكر أن مصالح اللجنة الجهوية واللجان المحلية لتنظيم النجدة بذلت مجهودات كبيرة في التعامل مع هذه الوضعية الاستثنائية من خلال التدخل الميداني لتأمين سيلان المياه في اتجاه قنال بنزرت خاصة. من جهته،صرح المدير العام للإتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي منير الحاجي في تصريح لموزاييك الجمعة 24 أوت 2018 أن الاتحاد وضع برنامجا خاصا توقيا من الطوارئ وخاصة منها التقلبات المناخية التي تشهدها البلاد هذه الفترة. ويتضمن البرنامج مخزونا استراتيجيا يحتوي على أكثر من 2 طن من مواد غذائية وأكثر من 1000 قطعة ملابس صوفية وأكثر من 200 غطاء صوفي وأكثر من حاشية. ويتوزع هذا المخزون بالتساوي بين كل جهات الجمهورية ويتم اللجوء له عند الطوارئ. وقد تم دعم هذا المخزون الإستراتيجي خاصة في 9 ولايات الأكثر تضررا من غيرها وهي على التوالي ولايات ( سيدي بوزيد ومدنين وباجة والكاف وجندوبة وزغوان وتطاوين وتونسوبنزرت). وأشار منير الحاجي إلى أن الاتحاد تدخل في عدة مناطق متضررة من التقلبات المناخية الأخيرة وذلك بتقديم المساعدات الضرورية اللازمة من أغطية و ملابس ومواد غذائية لفائدة 14 عائلة في جبال ولاية زغوان إلى جانب إجلاء 33 شخصا من 9 عائلات بمنطقة السجة من معتمدية سليانة الجنوبية تم إيوائهم بالمعهد الثانوي المختلط بسليانةالمدينة وتمكينهم من أغطية صوفية ومواد غذائية بعد تضرر مساكنهم من الأمطار الطوفانية هذا إلى جانب تقديم المساعدات لعائلات متضررة بولاية نابل ومنطقة الحرايرية من ولاية تونس وذلك بالتنسيق مع اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث.