في مقال له علي موقع صحيفة الواشنطن بوست الامريكية تحت عنوان The U.S. is wrong about the Muslim Brotherhood — and the Arab world is suffering for it تحدث الكاتب السعودي جمال خاشقجي عن علاقة الولاياتالامريكية بالحركات الاسلامية في العالم العربي حيث اعتبر انه و خلال فترة رئاسة باراك اوباما كانت الادارة الامريكية حذرة من جماعة الاخوان المسلمين التي جاءت الي السلطة في مصر بعد اول انتخابات حرة في تاريخ البلاد ،وعلي الرغم من دعمه العلني للديمقراطية و التغيير في العالم العربي الي ان اوباما لم يتخذ موقفا لرفض الانقلاب الدموي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي حيث ادي الانقلاب كما هو معروف الي عودة الحكم العسكري الي السلطة في اكبر بلد عربي و عودة الاستبداد معه و تفشي الفساد و سوء الحوكمة و هو ما استنتجه الكاتب ديفيد دي كيركباتريك في كتابه "في ايادي العساكر " الذي صدر مؤخرا حيث قدّم المدير السابق لمكتب الدراسات الامريكي في القاهرة لصحيفة نيو يورك تايمز رواية مؤسفة عن انقلاب مصر سنة 2013 و الذي ادي الي ضياع فرصة كبيرة لدمقرطة العالم العربي بعد عقود من الطغيان. واضاف الكاتب ان نفور واشنطن من الحركات الاسلامية هو اكثر وضوحا في ادارة ترامب الحالية و هو ما وضع العالم العربي برمته في مأزق فإستئصال الاسلاميين ليس اقل من الغاء الديمقراطية و تواصل رزوح الشعب تحت نير الانظمة السلطوية الفاسدة و هذا بدوره يعني استمرار الاسباب وراء الفوضي و التطرف و جحافل اللاجئين و هو ما يؤثر علي امن اوروبا و كل العالم حيث غيرت ازمة اللاجئين المزاج السياسي في الغرب و صعّد الحركات اليمينية المتطرفة كقوي سياسية تراهن علي الحكم . واعتبر المقال انه لن يكون اصلاح سياسي او ديمقراطي دون القبول بالحركات الاسلامية كجزء منه بإعتبار شعبيتهم وهو ما تأكد عبر كل الاستحقاقات الانتخابية الديمقراطية في الدول العربية بالرغم من ندرتها وهو مايؤكد ان اقصاء الاحزاب الاسلامية يعني الغاء الديمقراطية و استشهدت الصحيفة بتصريح لشفيق غبرة استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الذي اعتبر ان حرب الانظمة العربية علي جماعة الاخوان لا تستهدف هذه الحركات وحدها بل تستهدف الحراك السياسي برمته وهو ما اتضح في مصر حيث قام الجنرال السيسي بقمع الاسلاميين ثم تفرّغ للاحزاب العلمانية و حتي الشخصيات النافذة في المؤسسة العسكرية حتي الذين دعموه خلال الانقلاب العسكري و الخلاصة فقد اصبحت الحياة السياسية في مصر ميتة تماما . واعتبر الكاتب ان الجهود في واشنطن لإقناع الكونغرس بتصنيف جماعة الاخوان منظمة ارهابية تدعمها بعض الانظمة العربية التي ترفض الحرية و الديمقراطية بل تعاديها و اشارت الواشنطون بوست ان الاسلاميون يشاركون اليوم في برلمانات عربية عديدة مثل الكويت و الاردن و البحرين و المغرب و تونس ،وقد ادي ذلك الي ظهور الاسلام الديمقراطي الذي تمثله بشكل واضح حركة النهضة في تونس و ختم الكاتب مقاله بإلاشارة الي الانقلاب العسكري في مصر تسبب في خسارة فرصة ثمينة لمصر و من خلفها العالم العربي بأكمله في مسار ديمقراطي و فرصة للتحرر خاصة ان الممارسات السياسية للاحزاب الاسلامية قد شهدت نضجا و مراجعات جذرية. طارق عمراني – باب نات