رفع امس وزير التجهيز والتهيئة الترابية في تونس محمد صالح العرفاوي صورة ولي العهد محمد بن سلمان في حين رفع شخص اخر صورة الملك سلمان وكان في اقصى الصورة وذلك خلال حفل تسليم 18 منزلا الى مواطنين ضعاف الحال في منطقة واد مليز من ولاية جندوبة مولتها المملكة السعودية في اطار البرنامج الخصوصي للسكن الاجتماعي تمثل جزءا من مشروع انجاز 4700 مسكنا اجتماعيا بمختلف ولايات الجمهورية بتمويل ميسر من الصندوق السعودي للتنمية. – الوزير كان واقفا بجانب سفير المملكة وهو يرفع صورة ولي العهد السعودي ليؤكد ان ولي العهد هو صاحب الفضل في هذا “المشروع الخيري” لترويج صورة ناصعة له تمسح ما يكنه الشعب التونسي لولي العهد من كره على خلفية موقفه من القدس ودوره في صفقة القرن. الصورة كانت محل انتقادات واسعة في شبكة التواصل الإجتماعي حيث يعتبرها البعض تملقا مبالغا فيه وخروجا عن اللياقة في التعامل مع منصب الوزير الذي من المفروض أن يكون بعيدا عن مثل هذه السفاسف في الترويج الرديء لصورة محمد بن سلمان. الغريب أن الوزير محسوب على حركة نداء تونس حزب رئيس الدولة رفع صورة ولي عهد مملكة السعودية في حين تم تحييد صورة الملك السعودي إلى زاوية بعيدة في المشهد وتم تغييب صورة رئيس الدولة التونسية نهائيا في المشهد. لتنضاف هذه المهزلة الركيكة إلى سلسلة المهازل التي ارتكبها الوزير الذي يلجأ إلى التملق لحافظ قائد السبسي عند كل تغيير حكومي حتى يفلت من الخروج رغم ما تعلق به من ملفات تثير الكثير من الحبر. فمحمد الصالح العرفاوي متعلقة به شبهة فساد في ملف السكن الاول وتيسير الحصول على قروض للمواطنين لاقتنائه خدمة للباعثين العقاريين وقد تمت مساءلته في البرلمان حول هذا الملف. كما ان له سابقة خطيرة اثارت ضجة في البرلمان من خلال تقديمه قانونا لمجلس نواب الشعب من أجل تسوية وضعية بنايات مخالفة لرخص البناء. فهل يستمر الشاهد في التمسك بهذا الوزير أما في صورة تغيير رئيس الحكومة الحالي فهل سيبقى حافظ قائد السبسي محافظا على علاقته الوطيدة بشخص غير مسؤول مثل هذا الوزير؟