بات بقاء حافظ قائد السبسي في منصب المدير التنفيذي لحزب نداء تونس مسألة وقتٍ ليس إلّا، وأضحى استبعاده من قيادة الحزب وتسليمه مقاليد حكمه رهين أيام -إن لم نقل سويعات- ، في ظلّ الرّفض الذي أصبح يجابه به صلب البيت الداخلي للنداء. الدعوات المنادية بتخليص عجلة قيادة الحزب من قبضة السبّسي الابن والتي جاءت مرفوقة بترسانة من الاستقالات ، سواء من الكتلة البرلمانية أو من عدد من المكاتب المحلية والجهوية للحزب، ارتفعت وتيرتها خلال الساعات الأخيرة ووصلت حدّ المطالبة بتجميد حافظ من جهة فضلا عن المطالبة بإلغاء تجميد يوسف الشاهد الذي سبق ان اتُّخذ فيه قرار التّجميد على حين غُرّة الأسبوع الفارط. ووجدت القيادة الحالية للنّداء نفسها محشورة في الزاوية ، بعد زوبعة الاستقالات التي عصفت بالحزب هيكلا وكتلة، مما دفعها إلى المسارعة إلى الإعلان عن “تعزيز الهيئة السياسية للحزب، وسدّ الشغور في داخلها”. كما أعلنت عن اتخاذ قرارٍ بضمّ عدد من الشخصيات للهيئة، غير أن هذه الخطوة لم تكن موفقة، إذ سارعت بعض الأسماء المقترحة الى رفض الانضمام للهيئة. ووفق تسريبات تداولتها تقارير إعلامية ، فإن مشاورات جرت مؤّخرا صلب النداء تم الاتفاق خلالها على تعزيز الهيئة السياسية ب 20 عضوا جديدا وتعيين رضا بالحاج منسقا عاما للحزب. وكان عدد من النواب ، الذين حضروا في اجتماع كتلة الحزب المنعقد السبت بالبرلمان، قد أجمعوا على “ضرورة تغيير القيادة الحالية للحركة وبالخصوص مديرها التنفيذي حافظ قايد السبسي”، وفق تصريح النائبة بالكتلة فاطمة المسدي لوكالة تونس افريقيا للأنباء. وأكدت المسدي “وجود إجماع بين النواب الحاضرين في هذا الاجتماع حول رفض القيادة الانفرادية لحركة نداء تونس، وتحميل قيادته الحالية مسؤولية الأزمة التي يمر بها الحزب في الفترة الأخيرة”. وأضافت أن النواب المجتمعين دعوا لعقد اجتماع للهيئة السياسية للحزب، التي تتولى بدورها دعوة المكتب التنفيذي الموسع صلب الحركة للاجتماع في أقرب الآجال لاتخاذ القرارات التي تعيد تصحيح مسار الحركة”. المسدي نوهت بأن الاجتماع استمر لأكثر من ثلاث ساعات وحضره نحو 20 نائبا، مؤكدة أنه لم يتم الحسم خلاله بشأن إصدار بيان عقب الاجتماع، إذ اقترح عدد من النواب إصدار هذا البيان اثر الحوار الإعلامي المنتظر، الذي يعتزم الرئيس الباجي قايد السبسي اجراءه. من جانب آخر، حملت المسدي مسؤولية الاستقالات، التي شهدتها كتلة نداء تونس في الآونة الاخيرة، الى رئيس الكتلة سفيان طوبال، الذي قالت إنه “المسؤول عن وحدة صف الكتلة “. يشار إلى أن رئيس كتلة نداء تونس سفيان طوبال أكد ، السبت 22 سبتمبر 2018 عقب اجتماع طارئ للكتلة البرلمانية لنداء تونس ، أنّ الكتلة طلبت من الهيئة السياسية دعوة المكتب التنفيذي للحركة لتوسيع الاستشارة مع كافة هياكلها، والتسريع باطلاق مسار اصلاحي داخل الحزب ومراجعة القيادة وطريقة التسيير داخله مع الدعوة إلى لم شمل العائلة الندائية، حسب قوله . في خضمّ هذه المستجدات والتطورات التي يعيش على وقعها الحزب، من الجليّ والواضح أنه لم يعدّ هناك مفرّ لحافظ قائد السبسي ، وأنّه بات محاصرا بخيارين أحلاهما مرّ ؛ إما الاستقالة أو التنحي جانبا عن دفة القيادة طوعًا ، لتجنّب مزيد انحدار الحزب أكثر إلى جرف الهاوية.