بدأت ملامح الأزمة السّياسيّة تتّضح بعد الكمّ اللّامتوقّع من الإستقالات من الحزب والكتلة, أزمة سوّق لها البعض بأنّها منحصرة بين طرفين اثنين, هما السّبسي الابن ويوسف الشّاهد. لكنّ تفاقم الوضع وتزايد وتيرة الاستقالات بين اللّحظة والأخرى يؤكّد أنّ النّداء كان يعاني في صمت, وأنّ المشكل أعمق بكثير من مجرّد خلاف بين ابنيّ السّبسي. اجتمعت مساء أمس, السّبت 22 سبتمبر, كتلة نداء تونس في مجلس النوّاب, لتدارس وضع الكتلة بعد الاستقالات المتتالية الأخيرة, وصرّح على اثر الإجتماع رئيس الكتلة, سفيان طوبال للقناة الوطنيّة بأنّ الاجتماع أفرز عديد القرارات ومن أهمّها اعادة النّظر في رئاسة الحزب و التّسريع في اجراءات المؤتمر, كما تمّ الاتّفاق على ضرورة مراجعة سياسات الحزب ومواقفه بالتّنسيق مع القيادات الجهويّة للنداء. كشفت النّائب فاطمة المسدي عقب الاجتماع, أنّ نوّاب كتلة حركة نداء تونس أجمعوا على “ضرورة تغيير القيادة الحالية للحركة وبالخصوص مديرها التنفيذي حافظ قايد السبسي”. وعبروا عن “رفضهم القيادة الانفرادية للحزب, وتحميل قيادته الحالية مسؤولية الأزمة التي يمر بها الحزب في الفترة الأخيرة”. وأضافت أن النوّاب المجتمعين دعوا لعقد اجتماع للهيئة السياسية للحزب, التي تتولى بدورها دعوة المكتب التنفيذي الموسع للاجتماع في أقرب الآجال لاتخاذ القرارات التي تعيد تصحيح مسار الحركة. هذا وقد أعلنت حركة نداء تونس مساء أمس السبت 22 سبتمبر, أنّها قرّرت توسيع هيئتها السياسية بشخصيات سياسية وسد الشغورات, وتمّت اضافة, عبد العزي القطي وخالد شوكات ومحسن حسن ورضا شرف الدين ومراد دلش ومحمد الفاضل بن عمران وماهر بن ضياء وعبد الجليل سالم وعياض الودرني وهالة عمران وعبد الحميد الارقش ومصطفى بن سعيد ورضا بوعجينة وايناس بن نصر ولمياء مليح وشاكر العيادي. كما تقرر تعيين رضا بلحاج منسقا عاما للهيئة السياسية, وتعزيز الهيئة السياسية بشخصيات أخرى إلى حين انعقاد المؤتمر العام لحركة نداء تونس المقرر في جانفي المقبل. في المقابل, سجلت النائب عن كتلة نداء تونس هالة عمران في تدوينة على فيسبوك استغرابها الشديد لتواجد اسمها بصفتها نائب ببيان للهيئة السياسية بإمضاء المدير التنفيذي للإعلام عن سد الشغورات وتعزيز الهيئة السياسية وذلك دون استشارتها أو حتى مجرد اعلامها. وأعلنت عن اعتذارها وعدم رغبتها في الانضمام إلى الهيئة السياسية وتشبثها بما صدر في البيان الختامي للمجلس الجهوي الموسع بالمنستير بتاريخ 22 سبتمبر, مع التزامها بالعمل قدما للمساهمة في إنقاذ حركة نداء تونس من الأزمة التي تمر بها ومواصلة النضال صلبها. يذكر أن عددا من الاستقالات طالت حزب حركة نداء تونس وكتلته النيابية بالبرلمان وكذلك في هياكله الجهوية والمحلية, لتشمل يوم الجمعة 4 نواب جدد (اسماعيل بن محمود ولطفي علي وعبير عبدلي وسناء الصالحي), يضافون إلى التسعة نواب الذين استقالوا في مستهل شهر سبتمبر الجاري والذين التحق 8 منهم بكتلة “الائتلاف الوطني”. كما شملت الاستقالات, التنسيقية الجهوية لحركة نداء تونس ببن عروس, التي أعلنت تكوين تنسيقيات “الائتلاف الوطني ” والتي “تهدف الى الدفاع عن الاستقرار السياسي والحكومي وتتقاسم الأهداف ذاتها مع الكتلة البرلمانية الجديدة التي تحمل نفس التسمية”. وفي علاقة بالأزمة التي يعيشها نداء تونس وما تشهده البلاد من تردّ للأوضاع في ظل تفاقم الأزمة السياسية, ينتظر أن يدلي رئيس الجمهورية والرئيس المؤسس لحركة نداء تونس، الباجي قايد السبسي بحوار إعلامي بداية الأسبوع القادم.