تحدّث رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي البارحة في في حواره بشكل طفيف عن الأزمة الإقتصادية التي تعيشها البلاد، واصفا الحالة الاقتصادية “بالتعيسة”، وأوضح أن تونس لديها ديون بقيمة 9 مليارات. كما أضاف السبسي قائلا “كل الخبراء الاقتصاديين الذين التقيتهم واستمعت إليهم أكدوا وجود أمل للخروج من هذه الأزمة. ورغم الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب التي تمر به تونس فإنّ رئيس الجمهورية أنفق الوقت في الحديث عن الأزمة السياسية والأزمة داخل النداء وعلاقة الحزب بيوسف الشاهد وخاصة حول نجله حافظ قائد السبسي. من جهته،قال القيادي بالجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي إنّ حوار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مساء يوم أمس تضمّن "منتوج أزمة الحكم"، معتبرا أنّ قائد السبسي "أضاف نوعا من اللبس والغموض على المشهد السياسي في وقت كان من المفترض أن يجيب فيه عن نقاط استفهام عديدة". وأضاف الهمامي في تصريح إعلامي اليوم أنّ “رئيس الجمهورية أقرّ بخروج رئيس الحكومة يوسف الشاهد من تحت سلطته وبأن حركة النهضة باتت مسيطرة على الوضع علاوة على أنه لم يقدم حلولا للأزمة التي تمر بها البلاد”. وأكّد أنّ الرئيس قائد السبسي تجاهل في حواره وتغافل قصدا عمّا يهمّ المواطنين بصفة مباشرة أي المسائل الاقتصادية والاجتماعية الكبرى المطروحة على غرار البطالة وتدهور القدرة الشرائية واهتراء البنية التحتية وتفشّي ظاهرة الجريمة، قائلا في هذا الصدد "وكأنّ الملف لا يعنيه لا من بعيد ولا من قريب.. وكأنه يريد تمرير رسالة إلى التونسيين مفادها أنه لا يملك أية حلول للأزمة وأنه عن عاجز عن تبيان كيفية الخروج منها". وذكّر المتحدث بأن "الجبهة الشعبية كانت قد قدمت برنامجها الاقتصادي والاجتماعي لإنقاذ البلاد وأنّ منظومة الحكم رفضتها"، داعيا الشعب الى عدم الاكتفاء فقط بمراقبة الأوضاع. استاذ القانون الدستوري الصادق بلعيد وفي تعليقه على الحوار قال “لاحظت أن الرئيس كان في مستوى معتدل من أول إلى اخر الساعة …بصفة عامة قام بدوره كشخصية مهمة في حوار هام جدا في هذا الظرف.. من ناحية المضمون والأصل اقول إن الرئيس والمذيعة أخطآ.. وبصفة عامة أتأسف لغياب التركيز على المسألة الاقتصادية الاجتماعية وكان من المستحب ان يخصص الزمن المعين لهذه المسألة". واضاف بلعيد "لم ار في خطاب الرئيس خطوطا يجب اتباعها للخروج من الأزمة ولم يأت بمبادرة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد". وتابع "كان على اب الأمة ان يقول انه يتقدم بهذه النظرية والمبادئ وهو لم يقم بذلك ..وعلى ما اعتقد أنه ليس له الاستعداد الكافي لذلك". وانتقد بلعيد أيضا عدم تطرق رئيس الجمهورية إلى ملف استكمال المؤسسات الدستورية التي جاء بها الدستور، لافتا إلى وجود عدم اكتراث من هذه الناحية مبرزا امكانية حصول اشكاليات في الأشهر القليلة القادمة في هذا الخصوص.