افاد رئيس بلدية مساكن محمد علية أن لجنة طوارئ تشكلت بالتنسيق مع السلط الجهوية والوحدات الصحية بمساكن من ولاية سوسة، وذلك بعد تداول خبر الاشتباه في تسجيل اصابات بحمى غرب النيل، واثر تلقي البلدية مراسلة مساء الجمعة الفارط من مدير المستشفى الجهوي بمساكن تؤكد تسجيل حالات اصابات بالفيروس. وأضاف علية أن البلدية “قامت بتفعيل فرق تدخل لمداواة الاودية والمستنقعات التي يحتمل ان تكون جيوبا للبعوض حيث وقع استعمال كافة الوسائل والادوية والمبيدات المصادق عليها من طرف وزارة الصحة”. وأضاف انه “تم في هذا الاطار رش المدينة بالمبيدات بالإضافة إلى رش وادي الشرقي ووادي المالح بالأدوية في انتظار مداواة المستنقعات على مستوى طريق الموردين والكنايس”. وأوضح رئيس بلدية مساكن ان حالات الإصابة المسجلة الى حد الان “هي حالات معزولة ولا ترتقي إلى درجة الوباء”، وأكد انه “تم تسجيل حالتين بمدينة مساكن وحالة واحدة بمدينة الثريات يشتبه في اصابتها بفيروس حمى غرب النيل”. ظهور المرض: ظهر المرض سنة 1912 في نبراسكا أو كلاهوما وكولورادود وعلى هيئة وباء شديد في الخيول أدى إلى نفوق 125 ألف حالة، تفشى الوباء في الخيول بينما انتقل للإنسان سنة 1937 حيث تم اكتشافه لأول مرة في منطقة غرب النيل الفرعية في دولة أوغندا في شرق أفريقيا عام 1937. أما حاليا فقد انتشر على مستوى العالم وطال جميع البلدان. وهو الآن مرض متوطن في إفريقيا وآسيا وأستراليا والشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة، التي تعرضت في عام 2012 لواحد من أسوأ الأوبئة. أما بالنسبة لتونس، فقد سبق وأن سجّلت 3 حالات وبائية بهذا الفيروس سنة 1997 و2003 و2012، لتسجل حاليا الحالة الرابعة في تاريخها. عوامل انتشاره : ويوجد هذا الفيروس المصفر في المناطق المعتدلة والاستوائية من العالم. حمّى غرب النيل هو مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان عبر لسعة البعوض والحشرات، التي ينتقل إليها بدورها عبر الطيور المهاجرة، ينتشر فيروس غرب النيل عادةً عن طريق البعوض المصاب. يُصاب البعوض بالعدوى عندما تتغذى على دم طيور مصابة، نادراً ما ينتشر الفيروس عن طريق نقل الدم أو زرع الأعضاء أو من الأمر إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية. ومن ناحية أخرى لا ينتشر بين الناس مباشرة من عوامل خطر المرض الشديد أن تزيد سنّ المصاب عن 60 عاماً ووجود مشاكل صحية أخرى ويعتمد التشخيص عادةً على الأعراض واختبارات الدم. أعراضه: حمّى غرب النيل هو مرض فيروسي ينتشر بواسطة البعوض، لا تظهر أعراض أو قد تظهر أعراض قليلة عند حوالي 75% من الأشخاص المصابين. يتطور عند 20% من المصابين حمى، صداع، تقيؤ، أو طفح جلدي، عند أقل من 1% من المصابين، يحدث التهاب الدماغ أو التهاب السحايا، مع تصلّب في الرقبة أو ارتباك. يستغرق الشفاء من عدّة أسابيع إلى عدّة أشهر. أما خطر الوفاة بين المصابين الذين تأثّر جهازهم العصبي فتصل نسبته إلى 10%. لا علاج له : لا يتوفر حاليًا أي لقاح أو علاج مضاد لفيروس غرب النيل، إلا أن مسكنات الألم قد تكون مفيدة. فيما تعد أفضل طريقة للحد من الإصابة به ومقاومته هي مكافحة البعوض ومداواته للقضاء عليه، باعتباره الناقل له، إلى جانب التخلص من برك الماء الراكد التي يتكاثر بها البعوض. كما يجب على كل شخص إتباع التدابير الوقائية الشخصية لتجنب التعرض للسع من قبل البعوض المصاب، عبر استخدام طارد البعوض وأغطية النوافذ، وتجنب التواجد في المناطق التي يُرجح أن يحتشد فيها البعوض مثل الأماكن القريبة من المستنقعات والأماكن ذات الغطاء النباتي الكثيف.