على الرغم من أهميّتها كلّ سنة وهذه السنة خصوصا في ظل تفاقم الإشكاليات الإقليمية والدوليّة فقد تغيّب رئيس الجمهورية التونسي الباجي قائد السبسي عن أشغال الدورة 73 للجمعيّة العامة للأمم المتحدة المنعقدة الأسبوع الفارط بمدينة نيويوركالأمريكية وبمشاركة أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة. الحضور التونسي في أشغال الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة إقتصر على وزير الخارجيّة وكان فاترا إلى أبعد الحدود فلم تشهد الدورة لقاءات تذكر أو جهود تعبئة ديبلوماسية تونسيّة على الرغم من أهميتها للتجربة الناشئة التي ظلّت ولا تزال محط أنظار العالم في السنوات الأخيرة. على النقيض تماما فإنّه من المنتظر أن يحضر الرئيس الباجي قايد السبسي على رأس وفد الدورة السابعة عشرة لقمّة الفرنكوفونية التي ستنعقد من 11 إلى 12 أكتوبر الجاري بالعاصمة الارمينية ايرفان. وحسب بلاغ صادر الاثنين 1 أكتوبر 2018 عن رئاسة الجمهورية إثر لقاء جمع قائد السبسي بوزير الخارجية خميس الجهيناوي سيتمّ تسليم مشعل تنظيم القمة القادمة الى تونس التي ستحتضنها في سنة 2020 والتي تتزامن مع الذكرى 50 لانبعاث المنظمة. يشار إلى أنّها المرّة الأولى منذ عقود التي تمثّل فيها تونس برئيس الجمهورية في مؤتمر للفرنكفونية رغم أنّها أحد مؤسّسي منظمة الفرنكوفونية. رغم إستعادة نشاطها في السنوات الأخيرة إلاّ أن الديبلوماسية التونسيّة مازالت بعيدة عن القيام بأدوار طلائعيّة في حشد الدعم والتعبئة للتجربة الديمقراطية في البلاد التي تمر بأزمة صعبة على المستويين السياسي والإقتصادي على وجه الخصوص فأشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة وكذلك القمة الإفريقيّة أو منتدى دافوس والكثير من الملتقيات الإقليمية والدوليّة التي تتداول الشؤون السياسية والإقتصاديّة أكثر نفعا وأكثر أهمية للبلاد من قمّة الفرنكوفونيّة التي لا تتجاوز الهواجس الثقافيّة للشعوب المتحدّثة باللغة الفرنسيّة التي تمثّل اللغة الثانية بالنسبة لتونس.